تفاصيل مقتل عالم نووي في أمريكا.. ماذا قالت الصحافة الإسرائيلية؟ وهل لإسرائيل علاقة بالحادث؟
أثارت جريمة مقتل عالم نووي في الولايات المتحدة حالة واسعة من الجدل والتكهنات، خاصة بعد تناول الصحافة الإسرائيلية للواقعة، وربطها – في مراحل أولى – بخلفيات سياسية ودينية تتعلق بإسرائيل. الحادثة التي وقعت في ولاية ماساتشوستس، وراح ضحيتها أستاذ مرموق في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، فتحت الباب أمام تساؤلات خطيرة حول دوافع الجريمة، وهل كانت عملية اغتيال مدبّرة أم جريمة جنائية غامضة بلا خلفيات سياسية.
مقتل عالم نووي في منزله بولاية ماساتشوستس
إطلاق نار داخل حي راقٍ قرب بوسطن
بحسب ما أوردته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، فتحت السلطات الأمريكية تحقيقًا موسعًا بعد مقتل بروفيسور متخصص في العلوم النووية داخل منزله، إثر تعرضه لإطلاق نار مباشر.
ووقعت الجريمة في ضاحية بروكلين الراقية بمدينة بوسطن، وهي منطقة معروفة بانخفاض معدلات الجريمة، ما زاد من غموض الحادث، ودفع الأجهزة الأمنية للتعامل معه باعتباره جريمة قتل متعمدة وليست حادثًا عرضيًا.
وأكدت السلطات الأمريكية:
-
أن الأكاديمي قُتل رمياً بالرصاص داخل منزله
-
عدم إلقاء القبض على أي مشتبه به حتى الآن
-
استمرار التحقيقات لتحديد الدوافع والخلفيات
من هو العالم النووي القتيل؟
مسيرة علمية لامعة داخل MIT
الضحية هو نونو لوريرو، فيزيائي وعالم في مجال الهندسة النووية والبلازما، يبلغ من العمر 47 عامًا. انضم إلى معهد MIT عام 2016، وتم تعيينه في العام الماضي رئيسًا لأحد أكبر المختبرات البحثية في الجامعة.
ويُعد المختبر الذي كان يرأسه:
-
من أكبر المراكز البحثية داخل MIT
-
يضم أكثر من 250 موظفًا وباحثًا
-
موزعًا على 7 مبانٍ بحثية
وكان لوريرو يُنظر إليه داخل الأوساط الأكاديمية بوصفه:
-
عالمًا لامعًا
-
سريع الترقي العلمي
-
شخصية إيجابية ومتعاونة
هل لإسرائيل علاقة بمقتل العالم النووي؟
تكهنات أولية ثم نفي قاطع

ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن تقديرًا ساد في إسرائيل في الساعات الأولى بعد الحادث، مفاده أن هناك صلة محتملة بين الجريمة وبين كونه يهوديًا أو مؤيدًا لإسرائيل، خاصة بعد تداول منشورات باسمه تدافع عن إسرائيل.
لكن هذه الرواية سرعان ما سقطت بالكامل.
بروفيسور إسرائيلي من MIT يكشف الحقيقة
«لم يكن يهوديًا ولم يكتب تلك المنشورات»
في تصريحات لموقع ynet العبري، قال بروفيسور إسرائيلي يعمل في MIT إن:
-
نونو لوريرو لم يكن يهوديًا على الإطلاق
-
الإشاعات التي ربطت بينه وبين دعم إسرائيل غير صحيحة
-
المنشورات المؤيدة لإسرائيل التي نُشرت باسمه لم يكتبها هو
وأوضح أن:
-
المنشورات كانت تحمل اسمه فقط
-
لكنها لا تحمل صورته
-
ولا تعود إليه فعليًا
وأضاف:
"الإشاعة التي تقول إنه يهودي ومؤيد لإسرائيل لا أساس لها من الصحة. لم يكن معروفًا داخل MIT بهذه الصفة إطلاقًا".
شخصية علمية بعيدة عن السياسة
عالم طاقة نووية وليس عسكريًا
أكد البروفيسور الإسرائيلي أن لوريرو:
-
لم يكن ناشطًا سياسيًا
-
لم يشارك في أي أنشطة تتعلق بإسرائيل داخل الحرم الجامعي
-
لم يكن معروفًا بأي مواقف أيديولوجية
وأشار إلى أن تخصصه لا علاقة له بالأسلحة النووية، موضحًا:
"كان بروفيسورًا في الهندسة النووية والفيزياء، لكن عمله يتركز على الطاقة النووية السلمية، وإنتاج الطاقة النظيفة، وأبحاث البلازما والعمليات التي تحدث داخل الشمس".
صدمة داخل الأوساط الأكاديمية
«ترصدوه وقتلوه في منزله»

بحسب ما نقلته الصحيفة العبرية، فإن زملاء لوريرو يعيشون حالة من الصدمة، خاصة بعد ترجيح أن:
-
الجريمة لم تكن حادثًا عرضيًا
-
ولم تكن خطأً أو سوء تقدير
-
بل تشير المعطيات إلى عملية ترصد مسبق
وقال البروفيسور:
"من الواضح أنهم ترصدوا وصوله. هذه لم تكن حادثة. لقد قُتل في منزله".
أسئلة مفتوحة بلا إجابات
حتى الآن، لا تزال عدة تساؤلات بلا إجابة:
-
من يقف وراء مقتل عالم نووي بارز؟
-
هل للجريمة دوافع شخصية أم جنائية؟
-
هل هناك صلة بعمله البحثي؟
-
أم أن القضية لا تزال في إطار جريمة قتل غامضة؟
السلطات الأمريكية لم تعلن بعد:
-
عن هوية المشتبه بهم
-
أو الدوافع المحتملة
-
أو ما إذا كان هناك تهديد سابق للعالم القتيل
من تكهنات سياسية إلى لغز جنائي معقد
قضية مقتل عالم نووي في أمريكا تحولت من تكهنات سياسية إلى لغز جنائي معقد، بعدما تبيّن أن الربط بإسرائيل أو الديانة اليهودية لا يستند إلى أي دليل. وبينما تواصل الشرطة الأمريكية تحقيقاتها، تبقى الجريمة واحدة من أكثر القضايا غموضًا في الوسط الأكاديمي الأمريكي خلال الفترة الأخيرة، خاصة أن الضحية كان عالمًا مرموقًا بعيدًا تمامًا عن السياسة والصراعات.




