تصعيد غير مسبوق بين مصر وإسرائيل: «المنطقة الصفراء» تشعل الأزمة والقاهرة تطالب واشنطن بكبح نتنياهو
تشهد العلاقات المصرية–الإسرائيلية واحدة من أكثر مراحلها توترًا منذ سنوات، في ظل تطورات ميدانية وسياسية متسارعة داخل قطاع غزة، أعادت ملف الأمن القومي المصري إلى واجهة المشهد الإقليمي. فوفق ما كشفته القناة 14 الإسرائيلية، فإن القاهرة انتقلت من مرحلة القلق والتحذير إلى التحرك الدبلوماسي المباشر، مطالبة الولايات المتحدة بالتدخل العاجل لـ«كبح» رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على خلفية ما تعتبره مصر تجاوزًا للخطوط الحمراء وتهديدًا مباشرًا لمصالحها الاستراتيجية.
القناة 14: توتر جديد يتجاوز الخلافات التقليدية
بحسب تقرير القناة الإسرائيلية، فإن التوتر القائم حاليًا لا يندرج ضمن الخلافات السياسية المعتادة، بل يمثل مرحلة جديدة من التصعيد، مرتبطة بتحركات عسكرية إسرائيلية ميدانية في مناطق حساسة داخل قطاع غزة، وتحديدًا في ما يُعرف بـ**«الخط الأصفر» أو «المنطقة الصفراء»**.
خبير إسرائيلي يحذر من تدهور العلاقات مع القاهرة
قال يوني بن منحم، الخبير في الشؤون الشرقية، في مقابلة مع القناة، إن:
-
النشاط العسكري الإسرائيلي قرب الحدود الجنوبية لغزة
-
وتعديل التضاريس الجغرافية للقطاع
يُنظر إليهما في القاهرة باعتبارهما تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري، وليس مجرد إجراء عسكري تكتيكي.
![]()
ما هو «الخط الأصفر» ولماذا يثير غضب مصر؟
أوضح بن منحم أن «الخط الأصفر» يشير إلى منطقة تعمل فيها القوات الإسرائيلية على:
-
تدمير بنية الأنفاق
-
هدم منازل وبنى تحتية
-
إعادة تشكيل جغرافية القطاع
القاهرة ترى استعدادًا لوجود عسكري طويل الأمد
بحسب التقرير، فإن القاهرة تفسر هذه التحركات على أنها:
-
تمهيد لترسيخ وجود عسكري إسرائيلي طويل الأمد داخل غزة
-
محاولة لفرض واقع جديد بالقوة
-
مقدمة لتقسيم القطاع جغرافيًا وديموغرافيًا
وهو ما تعتبره مصر تجاوزًا خطيرًا يهدد استقرار المنطقة بالكامل.
شكاوى مصرية رسمية لواشنطن
كشفت القناة 14 أن مصر:
-
تقدمت بشكاوى رسمية إلى الولايات المتحدة
-
اتهمت إسرائيل بمحاولة تقسيم قطاع غزة إلى جزأين
-
حذرت من تغيير التركيبة السكانية والتضاريسية للقطاع
تهديد مباشر للاستقرار الإقليمي
وترى القاهرة، وفق بن منحم، أن هذه الخطوات:
-
تمثل خطرًا على الأمن الإقليمي
-
قد تدفع المنطقة إلى تصعيد أوسع
-
تقوض أي فرص مستقبلية للتسوية السياسية
تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي تشعل القلق المصري
لفت الخبير الإسرائيلي إلى أن تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي إيل زامير، التي وصف فيها «الخط الأصفر» بأنه:
-
خط دفاعي
-
وخط هجومي جديد
قوبلت في القاهرة بـقلق بالغ، واعتُبرت إشارة واضحة إلى نية إسرائيل:
-
توسيع نطاق عملياتها
-
وإعادة تعريف خطوط السيطرة داخل غزة
قمة ثلاثية فاشلة: شروط مصرية ورفض إسرائيلي
أشار تقرير القناة إلى أن واشنطن حاولت خلال الأسابيع الماضية:
-
تنظيم قمة ثلاثية تضم
-
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب
-
الرئيس عبد الفتاح السيسي
-
بنيامين نتنياهو
-
شروط مصرية مسبقة
غير أن القاهرة وضعت شروطًا واضحة لأي قمة، من بينها:
-
الانسحاب الكامل من محور فيلادلفيا
-
فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين
-
الموافقة الفورية على صفقة الغاز الكبرى، المتعلقة باستيراد الغاز من حقل «لوثيان»
وصف بن منحم هذه الشروط بأنها:
-
«غير مقبولة إسرائيليًا»
-
تمثل سقفًا سياسيًا لا ترغب حكومة نتنياهو في الالتزام به
«المنطقة الصفراء» محور التصعيد الحقيقي
أكد التقرير أن النشاط الإسرائيلي في «المنطقة الصفراء»:
-
لا يُنظر إليه في مصر كعملية مؤقتة
-
بل كمؤشر على تغيير قواعد الاشتباك
وهو ما دفع القاهرة إلى:
-
تحرك دبلوماسي عاجل
-
تصعيد خطابها السياسي
-
تحميل واشنطن مسؤولية كبح التصعيد
رهان مصري على ضغوط أمريكية مرتقبة

في ختام تقريرها، نقلت القناة 14 عن بن منحم قوله:
«هذا أمر لا يمكن لإسرائيل قبوله، ولذلك يستمر هذا التوتر».
وأضاف أن القاهرة:
-
تراهن على أن يمارس ترامب
-
ضغوطًا مباشرة على نتنياهو
خلال لقائهما المرتقب في فلوريدا نهاية الشهر، بهدف:
-
الحد من خطواته في غزة
-
ومنع فرض وقائع جديدة بالقوة
أزمة مرشحة للتفاقم
تعكس هذه التطورات أن الأزمة بين القاهرة وتل أبيب:
-
تجاوزت مرحلة التحفظ الدبلوماسي
-
ودخلت نطاق الصدام السياسي غير المعلن
وفي ظل إصرار إسرائيل على المضي قدمًا في تحركاتها العسكرية، وتمسك مصر بخطوطها الحمراء، تبقى المنطقة أمام سيناريو مفتوح، قد يحدد ملامح العلاقة المصرية–الإسرائيلية في المرحلة المقبلة، ويعيد رسم التوازنات الإقليمية في ملف غزة.
















