مقتدى الصدر يحذر من «التطبيع» و«الديانة الإبراهيمية».. مخاوف دينية وسياسية
أطلق زعيم التيار الشيعي الوطني في العراق مقتدى الصدر تحذيرات شديدة اللهجة من مخاطر ما وصفه بـ «التطبيع مع إسرائيل» وانتشار ما يُعرف بـ «الديانة الإبراهيمية» داخل المجتمع العراقي، معتبرًا أن البلاد تواجه تهديدًا مركبًا يستهدف الدين والهوية والسيادة في آن واحد، وسط تفشي الفساد واتساع رقعة الظلم.
وجاءت تصريحات الصدر في خطبة الجمعة المركزية التي كتبها بخط يده وجرى توزيعها على خطباء التيار الصدري في مختلف المحافظات، في رسالة سياسية ودينية تحمل دلالات عميقة بشأن مسار الأوضاع في العراق.
«صلاة الجمعة شوكة في عيون المحتلين والفاسدين»
وخاطب الصدر أنصاره مؤكدًا أن صلاة الجمعة لم تكن يومًا مجرد شعيرة دينية، بل تحولت إلى رمز للمقاومة والرفض، قائلًا:
«صلاة الجمعة كانت وما زالت شوكة في عيون المستعمرين والمحتلين، وشوكة في عيون الفاسدين والظالمين والإرهابيين، وشوكة في عيون المنبطحين أمام الضغوطات الأمريكية والصهيونية».
واعتبر الصدر أن هذه الصلاة تمثل خط الدفاع الأول عن قيم الأمة في مواجهة مشاريع الهيمنة السياسية والثقافية، مشددًا على أن استهدافها أو التقليل من شأنها يخدم أجندات خارجية.
تحذير من التطبيع واختراق العقيدة
وفي لهجة حاسمة، حذّر الصدر من اقتراب مشاريع التطبيع والديانة الإبراهيمية من الداخل العراقي، معتبرًا أن هذه المشاريع تهدد البنية الدينية والاجتماعية للبلاد.
وقال:
«بات التطبيع والديانة الإبراهيمية على الأبواب، وبات المجاهد إرهابيًا، والإرهابي صديقًا».
ويعكس هذا التصريح مخاوف متصاعدة داخل التيار الصدري من تحولات سياسية وثقافية قد تؤدي – بحسب رؤيته – إلى إعادة تعريف المفاهيم الدينية والوطنية، وتشويه صورة المقاومة، وتبييض ممارسات العنف والإرهاب.
هجوم على الفساد وتحميله مسؤولية إضعاف المذهب
وهاجم الصدر بشدة ما وصفهم بـ «الفاسدين» دون أن يسمي أطرافًا بعينها، معتبرًا أن فسادهم لم يعد مجرد سلوك فردي، بل تحول إلى منهج وسجية.
وأكد أن الفساد:
-
أضعف المذهب
-
شوّه القيم الدينية
-
غذّى الانبطاح السياسي
-
عمّق التبعية للسلطة والمصالح
وأضاف:
«فسادهم وسرقاتهم وانبطاحهم وعشقهم للسلطة جعل المذهب في خطر محدق من الداخل والخارج».
«الظلم أصبح منهجًا».. تبرؤ صريح من المنحرفين
وفي رسالة داخلية واضحة، أعلن الصدر تبرؤه الصريح من كل من يدّعي الانتماء إلى التيار أو المذهب ويمارس الظلم أو الفساد، قائلًا:
«أضحى الفساد سجية، والظلم منهجًا، حتى ممن يدّعون الانتساب لنا، وكلنا منهم براء إلى يوم الدين».
ويحمل هذا التصريح دلالة سياسية قوية، تعكس سعي الصدر إلى تنقية خطابه وقاعدته، وفصل التيار الصدري عن أي ممارسات تتناقض مع شعاراته الإصلاحية.
خلفية التصريحات.. صلاة جمعة مليونية أُلغيت
وجاءت هذه المواقف بعد أيام من دعوة الصدر إلى إقامة صلاة جمعة موحدة مليونية في محافظة بابل، قبل أن يتم التراجع عنها بسبب سوء الأحوال الجوية والأمطار الغزيرة والسيول التي اجتاحت عددًا من المناطق العراقية.
ورغم إلغاء الفعالية، فإن الخطبة حملت رسائل سياسية واضحة، تؤكد أن الصدر لا يزال لاعبًا محوريًا في المشهد العراقي، وقادرًا على تحريك الشارع وإعادة توجيه النقاش العام.
العراق بين الضغوط الخارجية والأزمات الداخلية
تعكس تحذيرات الصدر حالة القلق المتزايد من مستقبل العراق في ظل:
-
ضغوط دولية وإقليمية
-
صراعات داخلية
-
تفشي الفساد
-
جدل حول الهوية الدينية والسياسية
وهي تحذيرات قد تشكل مقدمة لمرحلة تصعيد سياسي أو شعبي، خاصة إذا ما استمرت الأزمات دون حلول جذرية.
















