هل يربك الدعم الروسي حسابات واشنطن؟ بوتين يعزز موقف مادورو وسط تصعيد أمريكي وخطط لليوم التالي في فنزويلا
في لحظة سياسية حساسة تتقاطع فيها المصالح الكبرى بين واشنطن وموسكو، يبرز سؤال محوري: هل يعرقل الدعم الروسي المتزايد خطط الولايات المتحدة للإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو؟
ففي ظل حملة أمريكية غير مسبوقة تشمل حشدًا عسكريًا في منطقة البحر الكاريبي، تلقى مادورو دفعة سياسية قوية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أكّد تضامنه مع الشعب الفنزويلي ودعمه الكامل لحكومة كاراكاس في مواجهة الضغوط الخارجية.
هذا الاتصال بين الزعيمين جاء في توقيت شديد الحساسية، إذ تعمل واشنطن بصمت ـ وفق تقارير أمريكية ـ على صياغة خطط “اليوم التالي” استعدادًا لسيناريو ما بعد مادورو، سواء رحل طوعًا أو أُجبر على المغادرة.
اتصال بوتين – مادورو… دعم استراتيجي ورسالة سياسية للولايات المتحدة
الكرملين: العلاقات الروسية الفنزويلية في إطار اتفاقية شراكة استراتيجية
أعلنت الخدمة الصحفية للكرملين أن الرئيسين الروسي والفنزويلي تبادلا وجهات النظر هاتفيًا بشأن تطوير العلاقات الودية بين البلدين، في إطار اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي دخلت حيز التنفيذ في نوفمبر الماضي.
وجاء في البيان:
"أعرب بوتين عن تضامنه مع الشعب الفنزويلي وأكد دعمه لنهج حكومة مادورو التي تدافع عن السيادة الوطنية ضد الضغوط الخارجية."

تعاون شامل يمتد إلى الاقتصاد والطاقة والثقافة
أكد الطرفان التزامهما بمواصلة تنفيذ المشاريع المشتركة في مجالات التجارة والاقتصاد والطاقة والثقافة، وهو ما يعطي فنزويلا هامشًا أوسع للمناورة بعيدًا عن قبضة واشنطن الاقتصادية والعسكرية.
واشنطن تضغط… وقوات أمريكية تتحرك نحو البحر الكاريبي
حشد عسكري ورسائل تهديد مباشرة لقيادة فنزويلا
يتزامن الاتصال الروسي الفنزويلي مع حملة ضغط أمريكية متزايدة، شملت نشر آلاف الجنود ومجموعة حاملة طائرات هجومية في البحر الكاريبي.
كما وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة تهديدات مباشرة لمادورو، مما أعاد للأذهان سيناريوهات التدخل العسكري الأمريكي في أمريكا اللاتينية.
الخطط السرية لليوم التالي… ماذا تريد واشنطن؟
كشف تقرير لشبكة "سي إن إن" الأمريكية عن أن مسؤولين كبارًا في الإدارة الأمريكية يعملون بهدوء داخل البيت الأبيض على إعداد خطط مفصلة لمرحلة ما بعد مادورو.
وتتضمن هذه الخطط عدة سيناريوهات، أبرزها:
-
مغادرة مادورو طوعًا عبر تسوية تفاوضية.
-
إجباره على الرحيل بعد ضربات أمريكية ضد أهداف داخل فنزويلا.
-
تدخل مباشر لإدارة فراغ السلطة وتحقيق الاستقرار.
وبحسب الشبكة، فإن النقاشات داخل البيت الأبيض تسير باتجاه تهيئة بديل سياسي قادر على إدارة البلاد بعد الإطاحة بالحكومة الحالية، في ظل الأزمة الاقتصادية والانهيار الأمني الذي تواجهه فنزويلا.
الشعار العلني "مكافحة المخدرات"… والهدف الحقيقي مختلف؟
العمليات العسكرية الأمريكية تضرب قوارب التهريب
تعلن الولايات المتحدة رسميًا أن عملياتها العسكرية في البحر الكاريبي تهدف إلى الحد من تهريب المخدرات، وأن ضرب القوارب هو جزء من حملة "حماية الأمن القومي".
لكن مصادر داخل الإدارة أكدت لقناة "سي إن إن" أن الهدف الحقيقي يتمثل في تصعيد الضغط على مادورو ودفعه إلى ترك السلطة.
مكالمة ترامب – مادورو… إنذار نهائي
كشف مسؤول كبير في البيت الأبيض أن ترامب وجّه خلال اتصال هاتفي أخير "تحذيرًا واضحًا" لمادورو، قال فيه إن من مصلحته مغادرة البلاد، وإن واشنطن ستواصل ضرب القوارب التي تزعم أنها تُستخدم لتهريب المخدرات.
هل يغيّر الدعم الروسي قواعد اللعبة؟
الدعم الروسي يأتي في لحظة تشهد توترًا شديدًا بين واشنطن وكاراكاس، وهو ما قد يربك الحسابات الأمريكية، للأسباب الآتية:
-
تعزيز موقف مادورو سياسيًا واقتصاديًا، مما يصعّب على واشنطن عزل حكومته دوليًا.
-
إرسال رسالة ردع لواشنطن بأن موسكو لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تدخل في الحديقة الخلفية لأمريكا.
-
احتمال توسع التعاون العسكري الروسي – الفنزويلي، ما قد يشكل نقطة اشتباك دولية جديدة مشابهة لملف أوكرانيا وسوريا.
-
منح مادورو مساحة للمناورة وتجنّب سيناريو الانهيار السريع الذي تراهن عليه واشنطن.
ومع تصاعد الأحداث، تصبح فنزويلا ساحة صراع نفوذ بين القوى الكبرى، حيث تحاول كل دولة تثبيت أقدامها وسط أزمة سياسية قد تعيد رسم التوازنات في أمريكا اللاتينية.
رسالة سياسية واضحة قد تغيّر مسار الأزمة الفنزويلية
الاتصال بين بوتين ومادورو ليس مجرد مكالمة بروتوكولية، بل هو رسالة سياسية واضحة قد تغيّر مسار الأزمة الفنزويلية.
فواشنطن تُعد لسيناريو اليوم التالي، بينما تمنح موسكو مادورو غطاءً سياسيًا واستراتيجيًا، مما يجعل الساحة مفتوحة على احتمالات عديدة… من التصعيد العسكري إلى تسوية سياسية مفاجئة.
الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة:
هل ستنجح واشنطن في خططها؟ أم سيُربك الدعم الروسي حساباتها؟
















