مشروع تطوير المناطق المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.. رؤية مصرية لتحويل هضبة الجيزة إلى أكبر ممر سياحي عالمي حتى 2030
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا موسعًا بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة، لاستعراض المخطط الطموح لتطوير المناطق المحيطة بأهرامات الجيزة والمتحف المصري الكبير، وهو المشروع الذي وصفه خبراء بأنه أضخم مشروع سياحي – حضاري في القرن الحادي والعشرين.
المخطط العملاق يأتي ضمن استراتيجية مصر للسياحة المستدامة 2030، ويمتد نطاقه على مساحة شاسعة تبدأ من مطار سفنكس الدولي شمالًا وحتى منطقة دهشور جنوبًا، ليُحوّل هذه المنطقة إلى "ممر وجهة الأهرامات" أو The Pyramids Destination Corridor، بحيث تصبح منطقة متكاملة تجمع بين التراث الفرعوني والحداثة المعاصرة وفق أحدث المعايير الدولية.
ويأتي هذا المشروع بالتوازي مع جهود الدولة الحثيثة لتطوير المناطق المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير، بما يضمن الحفاظ على المكانة التاريخية للموقع وتقديم تجربة استثنائية للسياح، وبما يتناسب مع معايير منظمة اليونسكو للحفاظ على التراث الإنساني.
تحالف دولي – مصري يقود أكبر مشروع تطوير في الجيزة
رؤية عالمية وتنفيذ محلي مدعوم بالخبرات الدولية
يقود المشروع تحالف ضخم يضم شركة عالمية كبرى متخصصة في التطوير السياحي، بالتعاون مع شركة استشارية مصرية، حيث استعرض مسؤولو التحالف خلال الاجتماع عرضًا تقديميًا شاملًا لملامح المخطط الرئيسي الذي يعتمد على رؤية سياحية مستدامة ومتطورة.

ووفق العرض، يقوم المشروع على منهجيات تخطيط قائمة على البيانات الدقيقة لتقدير الطلب السياحي المستقبلي، وتحديد أفضل استخدامات الأراضي، وتقسيم المناطق بما يضمن توازنًا بين التطوير الحديث والحفاظ على الهوية التاريخية العريقة لهضبة الجيزة.
مدبولي: المشروع جزء من استراتيجية مصر لزيادة الإيرادات السياحية إلى 45 مليار دولار
التزام حكومي كامل بالحفاظ على التراث وتنمية الاقتصاد
وخلال الاجتماع، أكد رئيس الوزراء أن الدولة المصرية ملتزمة التزامًا كاملًا بتطوير المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير بما يجعلها مقصدًا سياحيًا عالميًا من الطراز الأول، موضحًا أن المشروع يتسق تمامًا مع استراتيجية مصر للسياحة المستدامة 2030، التي تستهدف رفع الإيرادات السياحية إلى 45 مليار دولار بنهاية العقد.
كما شدد مدبولي على أن الدولة تحرص على توافق كل عناصر المشروع مع معايير اليونسكو للحفاظ على التراث الإنساني، مؤكدًا أن مصر تعمل على التطوير دون المساس بقيمة الموقع التاريخية التي تعد أحد أهم كنوز الحضارة العالمية.
ممرات تربط الأهرامات بسقارة ودهشور.. أول شبكة سياحية موحدة في الجيزة

تطوير النقل والخدمات وتوفير تجربة زيارة متكاملة
من أبرز مكونات المشروع إنشاء محاور نقل حديثة تربط المواقع السياحية الكبرى ببعضها البعض عبر شبكة شاملة تبدأ من هضبة الأهرامات وتمتد إلى سقارة ودهشور، بما يتيح للزائر تجربة مترابطة دون انقطاع.
كما يشمل المخطط:
-
تطوير ممرات المشاة والدراجات.
-
إنشاء فنادق فاخرة بمستويات متنوعة.
-
إقامة مناطق خضراء وحدائق عامة.
-
تنفيذ مشروعات ترفيهية وثقافية مستدامة.
-
استحداث مراكز خدمات سياحية متكاملة.
حماية التراث واستدامة السياحة
توازن دقيق بين التطوير والحفاظ على الهوية
أوضح المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم مجلس الوزراء، أن المشروع يسعى إلى ترسيخ مكانة مصر كوجهة عالمية للتراث والحضارة، من خلال توفير تجربة زائر غنية تربط بين المقومات التاريخية والبيئية والثقافية.
وأضاف الحمصاني أن الدولة تعتمد منهجيات تخطيط مستدامة لحماية الموقع من التوسع العشوائي، وذلك استنادًا إلى تحذيرات اليونسكو في تقريرها لعام 2024 بشأن مخاطر الامتداد العمراني غير المخطط حول المواقع الأثرية المهمة.
استثمارات ضخمة.. آلاف الوظائف.. و50 ألف غرفة فندقية جديدة
مشروع يغير مستقبل الجيزة بالكامل
من المتوقع أن:
-
يوفر المشروع آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.
-
يرفع الطاقة الفندقية للمنطقة إلى أكثر من 50 ألف غرفة إضافية.
-
يعزز جاذبية مصر كوجهة سياحية عالمية فاخرة.
ويأتي هذا في ظل النمو الكبير الذي حققته السياحة المصرية خلال 2025، حيث ارتفعت الإيرادات بنسبة 25% لتصل إلى 13 مليار دولار في النصف الأول من العام فقط.
خطوات التنفيذ بدأت.. والمشروع يدخل مرحلة تحديد أولويات التطوير
أكد الحمصاني أن الفترة المقبلة ستشهد خطوات تنفيذية فعلية بعد الانتهاء من الدراسات والموافقات اللازمة، مشيرًا إلى وجود مفاوضات جادة مع عدد من المستثمرين العالميين لتحديد أولويات التطوير وفرص المشاركة في المشروع العملاق.
صياغة هوية الجيزة كأكبر متحف مفتوح في العالم
المشروع ليس مجرد تطوير عمراني أو سياحي، بل تحول استراتيجي شامل يعيد صياغة هوية الجيزة كأكبر متحف مفتوح في العالم، ويضع مصر في مقدمة الدول التي توفق بين التنمية والحفاظ على التراث، في خطوة تفتح الباب أمام عهد جديد للسياحة المستدامة.




