خلاف متصاعد حول معبر رفح.. مصر ترفض الفتح باتجاه واحد وإسرائيل تصر على ”الخروج فقط” للفلسطينيين
عادت دولة الأحتلال الإسرائيلي الي العب بورقة معبر رفح علي الحدود بين غزة ومصر محاولة اظهار الموقف وان مصر ترفض دخول الفلسطنيين لكن الحقيقة ان مصر تريد ان يتم فتح المعبر دهابا وايابا ودخول المساعدات لا اهل غزة ليتجدد الجدل السياسي والإنساني حول معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، في ظل اتساع الهوة بين الموقفين المصري والإسرائيلي بشأن آلية تشغيل المعبر خلال المرحلة المقبلة، خصوصًا مع تصاعد الاعتداءات بالضفة الغربية وتنامي نفوذ اليمين المتطرف داخل الحكومة الإسرائيلية.
مصر: الفتح يجب أن يكون في الاتجاهين
أكد مصدر مصري مسؤول أن القاهرة ترفض تمامًا فتح معبر رفح من جانب إسرائيل بطريقة تمنع دخول الفلسطينيين إلى القطاع وتسمح فقط بخروجهم، معتبرة أن هذا الإجراء يُعد مساسًا بالسيادة الفلسطينية ومقدمة لمحاولات التهجير القسري التي حذرت منها مصر مرارًا.
وأشار المصدر إلى أن الموقف المصري ثابت:
"إذا تم التوافق على فتح المعبر، فسيكون العبور منه في الاتجاهين، للدخول والخروج، ووفقًا لما ورد في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب."
وترى القاهرة أن أي فتح باتجاه واحد يحمل دلالات خطيرة، أبرزها:

-
تكريس فصل غزة عن بقية الأراضي الفلسطينية.
-
تحويل المعبر إلى قناة تهجير دائم أو "خروج بلا عودة".
-
تحميل مصر مسؤوليات لا علاقة لها بالوضع داخل القطاع.
إسرائيل: فتح المعبر للخروج فقط
في المقابل، تتمسك إسرائيل بما تعتبره "فتحًا جزئيًا" للمعبر، يقتصر على خروج الفلسطينيين من غزة دون السماح بدخولهم إليها، وهو ما تبرره تل أبيب باعتبارات أمنية، رغم أن القرار يتناغم مع توجهات اليمين الإسرائيلي الساعي للتضييق على الوجود الفلسطيني داخل القطاع.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أصدر قرارًا يقضي بعدم فتح الجانب الفلسطيني من معبر رفح "حتى إشعار آخر"، مؤكداً أن أي تغيير مرتبط فقط بتنفيذ حماس "دورها" في تسليم رفات الرهائن.
ارتباط الموقف باليمين المتطرف وتصاعد العنف في الضفة
يتزامن هذا الخلاف مع تصاعد غير مسبوق لاعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية، وصدور وثائق رسمية تكشف دعم نتنياهو لمزارع المستوطنين غير القانونية في مناطق "ج"، في خطوة فسرها مراقبون بأنها محاولة لفرض واقع استيطاني جديد، ينسجم مع رؤية اليمين الإسرائيلي لتصفية أي ملامح للسيادة الفلسطينية.
وفي هذا السياق، يرى محللون أن مطالبة إسرائيل بفتح رفح للخروج فقط ليست مجرد خطوة إجرائية، بل جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى:
-
دفع الفلسطينيين نحو النزوح خارج القطاع.
-
الضغط الإنساني على غزة لفرض تسويات سياسية قسرية.
-
تحييد الدور المصري أو استنزافه سياسياً.
-

خطة ترامب.. العقبة الحاضرة رغم تجميدها
تنص خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن تعيد إسرائيل فتح الجانب الفلسطيني من المعبر بإدارة أوروبية، غير أن حكومة نتنياهو عطّلت تنفيذ هذه المرحلة، متمسكة بمبدأ:
"الخروج فقط… ولا دخول قبل إعادة الأسرى القتلى وتطبيق الإطار المتفق عليه."
كما أن بدء المرحلة الثانية من الخطة — والمتعلقة بنشر قوات دولية وإعادة الإعمار ونزع سلاح حماس — أصبح مرهونًا تمامًا بقرار إسرائيل بشأن الجثمانين المتبقين لديها.
مصر: لا تهجير.. ولا ضغوط
تؤكد مصر في كل المحافل أن فتح معبر رفح "باتجاه واحد فقط" يعيد إلى الأذهان سيناريوهات التهجير القسري، وهو خط أحمر بالنسبة للقاهرة التي أعلنت مرارًا:
-
رفضها لأي ترتيبات تهدف لإفراغ غزة من سكانها.
-
تمسكها بدور المتابعة الإنسانية والوساطة السياسية فقط.
-
مطالبتها المجتمع الدولي بضمان فتح المعبر وفق الضوابط المتفق عليها.
كما ترى القاهرة أن أي خطوة إسرائيلية أحادية في المعبر تمثل خرقًا للاتفاقيات وترتيبات ما بعد 2005.
معبر رفح عنوانًا لصراع سياسي أكبر من مجرد بوابة حدودية
بين الرؤية المصرية الواضحة التي ترفض "العبور أحادي الاتجاه"، والموقف الإسرائيلي الذي يريد فتحًا يُسهل الخروج فقط، يبقى معبر رفح عنوانًا لصراع سياسي أكبر من مجرد بوابة حدودية.
فالمسألة تتجاوز إدارة المعبر إلى هوية غزة ومصير سكانها وسط تصاعد غير مسبوق لتطرف المستوطنين وعنفهم في الضفة، ومخططات سياسية تُعيد رسم خرائط المنطقة وفق إرادة اليمين الإسرائيلي.




