تراجع محمد صلاح.. من أيقونة ليفربول إلى علامة استفهام كبرى قبل كأس أمم أفريقيا
شهدت علاقة جماهير ليفربول بالنجم المصري محمد صلاح تحولًا لافتًا خلال الموسم الحالي؛ فمن القلق على غيابه في كأس أمم أفريقيا إلى تساؤلات صريحة حول جدوى استمراره بعد تراجع مستواه بشكل غير مسبوق. وبين أرقام مخيبة، وقرارات فنية مفاجئة، وتصريحات مثيرة، يجد "الفرعون" نفسه أمام واحدة من أصعب محطاته منذ وصوله إلى قلعة أنفيلد قبل 8 سنوات.
وفي هذا التقرير المطوّل، نسلط الضوء على رحلة صلاح مع ليفربول منذ بدايتها وحتى اللحظة الراهنة، مع تحليل أسباب التراجع، وموقف الجماهير، ورؤية الإدارة الفنية، ومستقبل اللاعب في ظل المتغيرات الأخيرة.
أولًا: نبذة كاملة عن رحلة محمد صلاح مع ليفربول (2017–2025)
البداية الأسطورية
انضم محمد صلاح إلى ليفربول في صيف 2017 قادمًا من روما، وفي موسمه الأول حقّق ما يشبه المعجزة بتسجيل 44 هدفًا في جميع البطولات، محققًا رقمًا قياسيًا في الدوري الإنجليزي (32 هدفًا في 38 مباراة).
سبع سنوات من المجد مع يورجن كلوب

خلال فترة كلوب (2017–2024)، أصبح صلاح:
-
هداف الدوري الإنجليزي 3 مرات
-
أكثر لاعب يسجل لليفربول في دوري الأبطال
-
ثاني أفضل هدّاف في تاريخ النادي بالدوري
-
بطل دوري أبطال أوروبا 2019
-
بطل الدوري الممتاز 2020
-
بطل كأس العالم للأندية، وكأس السوبر الأوروبي
إلا أن العلاقة بين الطرفين شهدت توترًا صامتًا، ظهر للعلن في عدة مناسبات أبرزها مشادته مع كلوب في أبريل 2024.
مرحلة أرني سلوت: بداية التحول

مع تولي الهولندي سلوت إدارة ليفربول في صيف 2024، بدا وكأنه يمنح صلاح دورًا هجوميًا حرًا وراحة دفاعية أكبر—وهو ما انعكس في الموسم الماضي حيث سجل صلاح 29 هدفًا وصنع 18، وقاد الفريق إلى لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
لكن هذه "الراحة الدفاعية" تحولت هذا الموسم إلى نقطة ضعف قاتلة استغلها الخصوم بذكاء.
ثانيًا: تراجع كارثي في الأرقام هذا الموسم
أرقام صلاح هذا الموسم (2025/2024):
-
5 أهداف فقط
-
3 تمريرات حاسمة
-
في 18 مباراة بكل البطولات
-
أقل حصيلة تهديفية له منذ قدومه إلى إنجلترا
ولأول مرة منذ عام ونصف، يقوم سلوت بإجلاسه على المقاعد ضد وست هام، في دلالة واضحة على تغير النظرة الفنية.
ووفقًا لـ"ذا أتلتيك"، فإن ما قام به سلوت ترجم تراجعًا كبيرًا في أداء صلاح، ولم يكن مجرد قرار تكتيكي عابر.
ثالثًا: لماذا تغيّر صلاح بهذا الشكل في الموسم الحالي؟
الراحة الدفاعية التي كشفت خطورته
بعد تصريحات صلاح الشهيرة عقب التتويج بالدوري الماضي:
"طالما أنك تمنحني راحة دفاعية، سأقدم أداءً هجوميًا خارقًا."
اكتشف المنافسون الثغرة، خصوصًا الأندية الكبيرة.
وصرّح مارك كوكوريلا لاعب تشيلسي علنًا بعد الفوز على ليفربول:
"صلاح دائمًا جاهز للهجوم.. يمكن استغلال المساحات خلفه."
الهدف القاتل لتشيلسي جاء من جهته.
الحمل البدني المرتفع
في عمر 33 عامًا، يواجه صلاح صعوبة أكبر في:
-
العودة الدفاعية
-
الانطلاقات المتكررة
-
استعادة لياقته بسرعة
تغير منظومة سلوت
سلوت يعتمد على:
-
ضغط عالٍ
-
أدوار هجومية جماعية
-
عودة الأجنحة للدفاع
وهي أدوار لا يتقنها صلاح بالشكل المطلوب حاليًا.
ظهور ألكسندر إيزاك
تسجيل السويدي أول أهدافه في البريميرليغ بقميص ليفربول في غياب صلاح أعطى انطباعًا لدى الجماهير والإعلام بأن هناك بديلًا محتملًا.
رابعًا: هل سيؤثر غياب صلاح في كأس أمم إفريقيا على ليفربول؟
من المتوقع أن يغيب صلاح عن ليفربول:
-
مدة تصل إلى 7 مباريات
-
في فترة حساسة من الموسم
لكن المفاجأة أن ليفربول قدّم أسوأ نتائجه هذا الموسم بوجود صلاح:
-
خسر 6 من آخر 7 مباريات لعبها الفرعون
وهذا ما دفع "ذا أتلتيك" للسؤال:
هل غياب صلاح سيكون أزمة؟
أم فرصة للنادي لرؤية المستقبل بدونه؟
خامسًا: مستقبل محمد صلاح مع الريدز.. إلى أين؟
قد يكون الموسم الحالي نقطة تحول كبرى:
-
ليفربول سيرى إمكانية اللعب بدون صلاح
-
الإدارة قد تفكر في صفقات جديدة للجناح الأيمن
-
سلوت سيعيد تقييم دور صلاح في المنظومة
-
الجماهير بدأت تتقبل فكرة "ما بعد صلاح"
إلا أن المؤكد أن صلاح لا يزال يمتلك:
-
خبرة هائلة
-
حضورًا ذهنيًا كبيرًا
-
تأثيرًا في غرفة الملابس
لكن مستقبله الآن لم يعد محسومًا كما كان قبل عامين.
الموسم الحالي يضعه أمام اختبار قاسٍ
محمد صلاح كتب واحدة من أعظم القصص في تاريخ ليفربول، لكن كرة القدم لا تعترف بالماضي، والموسم الحالي يضعه أمام اختبار قاسٍ:
إما أن يعود أقوى، أو يفتح الباب أمام حقبة جديدة للريدز.
ويبقى السؤال الذي يشغل جماهير ليفربول:
هل نحن أمام نهاية عصر صلاح؟
أم بداية انتفاضة جديدة لملك أنفيلد؟




