زلزال داخل المتاحف العالمية
جدل عالمي يتجدد: هل تعود الآثار المصرية إلى موطنها بعد افتتاح المتحف الكبير؟
تصريحات مدير متحف "الإرميتاج" الروسي تفتح الباب لملف ساخن يشغل العالم الثقافي
أعاد افتتاح المتحف المصري الكبير في الجيزة إشعال واحدة من أكبر القضايا الثقافية في العالم:
حق مصر في استعادة آثارها التي تملأ المتاحف الدولية منذ أكثر من قرن ونصف.
التصريحات الأخيرة لـ ميخائيل بيوتروفسكي، المدير العام لمتحف الإرميتاج الروسي، فجّرت حالة جديدة من الجدل بعدما أشار إلى أن القاهرة باتت تطالب بإصرار باستعادة كل ما هو مصري في الخارج، في ظل وجود أكبر متحف للآثار المصرية في العالم وبنية متكاملة تمنح مصر شرعية أقوى للمطالبة بتراثها.

6
■ بيوتروفسكي: “على المتاحف أن تبرر الآن لماذا تحتفظ بالآثار المصرية”
في تصريح مباشر غير معتاد من مسؤول متحف عالمي، قال بيوتروفسكي:
"يجب على جميع المتاحف أن تبرر لماذا يجب أن تبقى هذه التحف لديها، وليس فقط بموجب الحق القانوني، بل لماذا لا ينبغي إعادتها إلى مصر."
وأضاف أن:
-
مصر أصبحت تمتلك متحفًا ضخمًا وجاهزية مثالية لعرض وحفظ آثارها.
-
الحكومة المصرية باتت أكثر صرامة في ملف استعادة القطع الأثرية.
-
هذا الملف قد يدفع العالم لإعادة النظر في معايير الوجود الشرعي للآثار في المتاحف الدولية.
■ مجموعة الإرميتاج المصرية: “ليست كأي مجموعة أخرى”
أوضح بيوتروفسكي أن متحف الإرميتاج يحتوي على:
-
مجموعة أثرية مصرية فريدة ومحددة الخصائص
-
قطع جرى الحصول عليها خلال القرنين 18 و19
-
معروضات تُعد من أبرز مجموعات الشرق القديم في أوروبا
وأشار إلى أن هناك حالات مشابهة تشمل:
-
الأيقونات الروسية المنتشرة خارج روسيا
-
أعمال كبار الفنانين الأوروبيين مثل رامبرانت الموجودة بعيدًا عن هولندا
وضعها في سياق واحد يعني أن ملف الآثار المصرية قد يتحول إلى نموذج عالمي يعيد تشكيل قواعد الملكية المتحفية.

■ فلسفة المتاحف الدولية: “الهوية الثقافية عندما تختلط بالهويات الأخرى”
أكد بيوتروفسكي أن المتاحف العالمية تقوم على فكرة مهمة:
“جمع الثقافة العالمية من قطع متناثرة في كتلة موحدة.”
ويبرر ذلك بأن:
-
الثقافات تصبح أكثر تأثيرًا عندما تُعرض جنبًا إلى جنب مع حضارات أخرى.
-
المتاحف الكبرى تعتبر نفسها حاضنة للتراث الإنساني، وليس فقط ممثلة لبلد المنشأ.
ولكنه رغم ذلك شدد على ضرورة نظام ضمانات دولي جديد يحدد كيفية إعادة القطع الأثرية في حال المطالبة بها رسميًا.
■ لماذا الآن؟ ولماذا يثير المتحف الكبير كل هذا القلق؟
1) المتحف الأكبر في العالم
افتتاح المتحف المصري الكبير وضع مصر في موقع قوّة لأول مرة منذ عقود:
-
بنية متقدمة لحفظ التراث
-
معامل ترميم تُعد الأفضل في الشرق الأوسط
-
مشروع عالمي بدعم شركاء دوليين
ما يعني أن حجة “عدم قدرة مصر على حفظ الآثار” سقطت تمامًا.
2) مصر تفعّل ملف الاسترداد رسميًا
خلال السنوات الأخيرة، أعادت مصر آلاف القطع من:
-
الولايات المتحدة
-
فرنسا
-
ألمانيا
-
سويسرا
-
بريطانيا
3) متاحف كبرى باتت قلقة
مع كل قطعة تستعيدها مصر، ترتفع المخاوف في المتاحف الدولية من:
-
فقدان مجموعات كاملة
-
تغير قواعد الإعارة الدولية
-
احتمالية طلب دول أخرى استرداد تراثها
■ نحو نظام عالمي جديد؟
قال بيوتروفسكي إن عشرات الدول تطالب باستعادة قطعها الأثرية، وأضاف:
“قد تُصادر أي ممتلكات إذا نُقلت دون ضمانات… لذا نعمل على نظام جديد يحدد شكل هذه الضمانات.”
هذا يعني أن العالم قد يشهد قريبًا:
-
قواعد مختلفة لإعارة القطع الأثرية
-
اتفاقيات تلزم الدول بإعادة التراث المسلوب
-
آلية دولية للتحكيم في النزاعات الثقافية
زلزال داخل المتاحف العالمية

افتتاح المتحف المصري الكبير لم يكن حدثًا ثقافيًا فقط…
بل تحول إلى زلزال داخل المتاحف العالمية.
تصريحات مدير الإرميتاج تثبت أن:
-
العالم يتجه نحو مراجعة تاريخية لملف الآثار المنهوبة
-
مصر أصبحت في موقع تفاوضي قوي
-
المتاحف الدولية قد تجد نفسها مضطرة للرد على أسئلة صعبة
-
قضية الآثار المصرية قد تكون الملف الذي يغيّر قواعد اللعبة عالميًا








