بلجيكا تدق ناقوس الخطر.. انتهاكات المستوطنين والجيش الإسرائيلي في الضفة بلغت ”ذروتها منذ 20 عامًا”
تصريحات نائب رئيس وزراء بلجيكا تدين إعدام مدنيين أعزلين في جنين.. وتطالب بتحقيق فوري ووقف شامل للعنف الإسرائيلي الذي يقوّض حل الدولتين
اعلن نائب رئيس وزراء بلجيكا ووزير الخارجية، ماكسيم بريفو، أن عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية وصل إلى أعلى مستوياته منذ ما لا يقل عن عقدين.
وقال بريفو، في منشور نشره الجمعة على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، إن "ما تشهده الضفة الغربية من اعتداءات المستوطنين لا يمكن التساهل معه، وهو يبلغ ذروة غير مسبوقة منذ 20 عامًا على الأقل"، مضيفًا: "أدين ذلك بشدة، وأنا عازم على ضمان تنفيذ التدابير التي قررتها الحكومة البلجيكية".
بلجيكا تدين إعدام مدنيين فلسطينيين أعزلَين في جنين
![]()
وفي تطور لافت، عبّر وزير الخارجية البلجيكي عن صدمته من مشاهد وثقتها وسائل إعلام وشهود عيان، أظهرت جنودًا إسرائيليين يطلقون الرصاص بشكل مباشر على شابين فلسطينيين أعزلَين، بعد أن سلّما نفسيهما طواعية مساء الخميس، وذلك خلال عملية عسكرية إسرائيلية موسعة في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية.
وقال بريفو في بيانه: "بينما تشن إسرائيل هجومًا جديدًا في الشمال، تصدمني المشاهد التي تُظهر جنودًا إسرائيليين يطلقون النار بدم بارد على مدنيين اثنين كانا قد سلما نفسيهما"، مؤكدًا أن "هذه الأفعال تُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي".
دعوات للتحقيق ووقف العنف الإسرائيلي فورًا
طالب بريفو بوقف العنف الإسرائيلي، وفتح تحقيق مستقل وسريع في الحادثة، مشددًا على ضرورة "التصدي لهذا النوع من السلوكيات عبر إجراءات دولية صارمة". ولفت إلى أن هذه الانتهاكات الجسيمة "لا تهدد فقط حياة المدنيين الفلسطينيين، بل تُقوّض المساعي الدولية الرامية إلى تنفيذ الخطة الإنسانية والأمنية ذات البنود الـ20 الخاصة بغزة".

كما أشار إلى أن استمرار إسرائيل في هذه السياسات القمعية وعمليات الإعدام الميداني، من شأنه أن يجهض بشكل خطير أي فرصة لتحقيق حل الدولتين، وهو الحل الذي يُعد حجر الزاوية في أي تسوية عادلة للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.
الموقف البلجيكي.. تحول تدريجي نحو المحاسبة
تشكل تصريحات ماكسيم بريفو واحدة من أشد المواقف الأوروبية لهجة تجاه إسرائيل في الآونة الأخيرة، حيث شهدت العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتل أبيب توترًا متصاعدًا في ظل العمليات العسكرية الإسرائيلية المتكررة في الضفة الغربية وقطاع غزة، والانتهاكات الواسعة ضد المدنيين.
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام فقط من تقارير أممية حذرت من ارتفاع وتيرة العنف الممنهج في الضفة، وازدياد هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين، بغطاء وتواطؤ من جيش الاحتلال، ما يعكس توجهًا دوليًا جديدًا لمساءلة إسرائيل على أفعالها.
المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي
وتعكس تصريحات بريفو إدراكًا أوروبيًا متزايدًا لخطورة ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتدل على أن الازدواجية في التعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان لم تعد مقبولة سياسيًا أو أخلاقيًا، خاصة في ظل توثيق عشرات الحالات لإعدام ميداني لفلسطينيين، وتهجير قسري في القدس والضفة، وهجمات عشوائية في غزة.
ويبقى السؤال الأهم الآن: هل تتحرك دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي؟ أم ستظل هذه المواقف مقتصرة على الإدانات الدبلوماسية دون إجراءات عملية رادعة؟
















