رحيل داني سيجرين.. أول «سبايدر مان» على التلفزيون وأحد أعمدة «شارع سمسم»
أعلنت وسائل إعلام أمريكية وفاة الممثل الموهوب داني سيجرين، أول من جسّد شخصية «سبايدر مان» في عمل تلفزيوني، وأحد أبرز محركي الدمى في البرنامج الأسطوري «شارع سمسم»، عن عمر ناهز 81 عامًا. وبرحيله، يودّع العالم واحدًا من الرموز الإبداعية التي أثرت في أجيال عديدة من خلال أعمال شكلت الذاكرة البصرية والثقافية للملايين.
بدايات موهبة استثنائية من مينيابوليس
وُلد داني سيغرين في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا، حيث أظهر منذ طفولته ميولًا فنية واضحة. ومع مرور السنوات، بدأ سيغرين يشق طريقه في عالم الترفيه من خلال قدرات متعددة لم تقتصر على التمثيل فقط، بل شملت الرقص والكتابة والإنتاج. كان يمتلك حضورًا قويًا وروحًا مرحة جعلته قريبًا من الأطفال والكبار على حد سواء.
أول من ارتدى بدلة «سبايدر مان» على شاشة التلفزيون
انطلقت شهرة داني سيغرين بقوة عندما اختير لتجسيد شخصية «سبايدر مان» في البرنامج التعليمي الشهير «The Electric Company» (الشركة الكهربائية)، ليصبح بذلك أول ممثل في التاريخ يقدم هذه الشخصية الخارقة على شاشة التلفزيون.
ظهر سيغرين في حلقات عديدة من البرنامج، متقمصًا الحركة والرشاقة وروح الدعابة التي ميزت شخصية الرجل العنكبوت، مما جعله جزءًا مهمًا من ذاكرة الأطفال في سبعينيات القرن الماضي.
من عالم الأبطال إلى عالم الدمى.. رحلة تألق جديدة
لم تتوقف مسيرة سيغرين عند التمثيل فقط، بل حملته موهبته إلى عالم تحريك الدمى وصناعتها، وهو المجال الذي برع فيه لدرجة جعلته واحدًا من أبرز الوجوه العاملة خلف الكواليس في برامج الأطفال.
هذه الموهبة الاستثنائية قادته إلى التعاون مع الأسطورة جيم هينسون، مبتكر «المابيتس» (The Muppets)، حيث شارك في تصميم وتحريك شخصيات محبوبة أثرت في الثقافة الشعبية الأمريكية والعالمية.
تجربة خالدة في «شارع سمسم»
يُعد برنامج «شارع سمسم» (Sesame Street) أحد أهم الأعمال في تاريخ التلفزيون، وقد كان لداني سيغرين دور بارز فيه.
ساهم سيغرين في تحريك وصناعة شخصيات عديدة ارتبطت بطفولة الملايين، مثل أصدقاء «إلمو» و«بيغ بيرد» وغيرهم من الشخصيات التي شكّلت جزءًا من تربية أجيال كاملة.
شارك كذلك في تطوير بعض الشخصيات وتقديم أفكار جديدة ساهمت في تجديد البرنامج وإبقائه حيًا في قلوب الجمهور لعقود طويلة.
إرث فني لا يُنسى
ترك داني سيغرين إرثًا كبيرًا لا يتمثل فقط في الشخصيات التي قدّمها، بل في روحه الفنية وقدرته على إدخال الفرح إلى قلوب الأطفال. لقد جمع بين البساطة والإبداع، ونجح في إيجاد مكان دائم في ذاكرة المشاهدين من خلال أعماله التي لا تزال تُعرض حتى اليوم.
ورغم رحيله، سيبقى سيغرين حاضرًا في كل ابتسامة طفل يشاهد «شارع سمسم» أو يتذكر أول ظهور لشخصية «سبايدر مان» على التلفزيون.










