شغلرهم وسط الشارع وليس في المكاتب
محافظا الإسكندرية والشرقية يتخليان عن البدلة والكرافته.. ويظهران بالجِينز في الشارع: أسلوب جديد لفرض الانضباط وكسب ثقة المواطنين
خطف محافظا الإسكندرية والشرقية الأنظار خلال الأيام الماضية بعد ظهور كلاهما أثناء الجولات الميدانية بالجينز والملابس العملية بدلًا من البدلة الرسمية والكرافته، في خطوة لاقت تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفت بأنها تحول لافت في أسلوب الإدارة المحلية القائمة على القرب من الشارع ومشكلات الناس اليومية.
محافظ الإسكندرية.. جولات مكثفة بثوب عملي
لفت الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، الأنظار خلال جولاته الأخيرة في الفلكي والسيوف وشارع 16، بعد ظهوره بملابس بسيطة بعيدة عن البروتوكولات الرسمية.
الرسالة كانت واضحة:
الوجود بين الناس أهم من الشكل الخارجي.
خلال جولته، تابع المحافظ إزالة الإشغالات، وضبط الأسعار، وتشميع محال غير مرخصة، وأدار نقاشات مباشرة مع المواطنين حول مشكلاتهم اليومية، في جولات تبدأ منذ الصباح الباكر وحتى ساعات المساء.
المواطنون اعتبروا أن مظهره العملي يعكس روح الجدية والالتزام بالنزول إلى الشارع الحقيقي، بعيدًا عن مكاتب المسؤولين المكيّفة.
محافظ الشرقية.. الجينز بدل البدلة في قلب الأعمال
وفي الشرقية، ظهر المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، هو الآخر مرتديًا الجينز خلال جولته لمتابعة أعمال الرصف والتطوير في شارع سعد زغلول بمدينة الزقازيق، أحد أهم شرايين الحركة بالمحافظة.
المحافظ وقف وسط العمال والمعدات، وتابع بنفسه نسب التنفيذ، وتحدث مع الأهالي، وأصدر توجيهات عاجلة بحل أي عقبات قد تُعطّل الانتهاء من المشروع في موعده.

اختيار الملابس العملية منح الجولة طابعًا ميدانيًا يعزز الثقة في أن المسؤول يعمل على الأرض لا من خلف المكاتب.
أسلوب جديد في الإدارة المحلية أم رسالة سياسية؟
يرى مراقبون أن تخلي المحافظين عن الأسلوب الرسمي التقليدي في الظهور يعكس:
-
اتجاهًا جديدًا للقيادات المحلية للنزول إلى الشارع بشكل أكثر واقعية.
-
محاولة لكسر الحاجز النفسي بين المسؤول والمواطن.
-
رسالة بأن العمل الميداني يحتاج إلى حركة ونشاط وليس بروتوكولات.
-
تأكيدًا على أن حل المشكلات يبدأ بالتواجد بين الناس لا بالاجتماعات المغلقة.
بينما يرى آخرون أن هذه الخطوات قد تكون رسائل سياسية واضحة بأن الحكومة تسعى لتعزيز نموذج "المسؤول القريب من الناس".
تفاعل شعبي واسع
تداول رواد مواقع التواصل صور المحافظين بالجِينز مع تعليقات لافتة مثل:
-
"أخيرًا مسؤول بيشتغل بجد مش لابس بدلة!"
-
"كده يبقى نازل يشتغل مش يتصور."
-
"ده اللي إحنا عايزينه.. مسؤول ينزل الشارع فعلاً."
وهو ما يعكس رغبة شعبية متزايدة في أسلوب إدارة أكثر قربًا وواقعية من مشاكل المواطنين.
هل تصبح موضة إدارية جديدة؟
بعد تجربة الإسكندرية والشرقية، يتساءل البعض:
هل نشهد موجة جديدة من المحافظين والمسؤولين الذين يظهرون بملابس عملية في الشارع؟
أم أن الأمر مجرد لقطات فردية ستنتهي بمرور الوقت؟
الأكيد أن الصور تركت أثرًا واضحًا لدى الناس، وأن الأداء العملي يبقى هو الحكم النهائي، مهما كان نوع الملابس.
















