اغتيال في الظل؟.. أنباء مثيرة عن مقتل عمران خان تُفجّر الخلافات داخل باكستان وتعمّق صراع المؤسسة العسكرية
تتزايد حالة الغموض والارتباك السياسي في باكستان بعد تقارير صحفية أفغانية وباكستانية تحدثت عن مقتل رئيس الوزراء الأسبق عمران خان داخل سجنه في ظروف غامضة، في تطور خطير يهدد بإشعال أزمة داخلية هي الأكبر منذ سنوات، ويكشف حجم الانقسام بين المؤسسة العسكرية وأنصار حركة الإنصاف.
وتأتي هذه الأنباء وسط تصاعد الصراع بين الجيش والتيار المدني، وتبادل الاتهامات بين معسكر عاصم منير، قائد الجيش الباكستاني، وأنصار عمران خان، الذين يعتبرون أن الرجل يتعرض لعملية “تصفية سياسية وجسدية” منذ الإطاحة به في 2022.
تقارير متتالية: عمران خان قُتل داخل السجن ونُقلت جثته سرًا

بحسب صحيفة أفغانستان تايمز، فإن عمران خان "قُتل بالفعل داخل السجن الذي كان محتجزاً فيه، ونُقلت جثته بعيدًا عن الموقع".
وتضيف الصحيفة أن عملية القتل تمت في ظروف غامضة للغاية، وأن السلطات الباكستانية تتعمد التعتيم الكامل على مصير الرجل.
وفي تقرير آخر، ذكرت صحيفة خراسان فويس نقلًا عن "مصدر باكستاني موثوق" — وفق وصفها — أن عمران خان ربما قُتل بالفعل داخل سجن أديالا، وأن جثته نقلت خارج السجن إلى جهة غير معلومة.
هذه التسريبات تأتي بعد أسابيع من تداول تقارير غير رسمية تتحدث عن تدهور شديد في حالته الصحية، وحرمان محاميه وأسرته من التواصل المنتظم معه.
الخلافات الداخلية في باكستان تجعل السيناريو أكثر قابلية للتصديق

لم تأتِ هذه الأخبار في فراغ؛ بل تأتي ضمن سياق انقسام سياسي وعسكري غير مسبوق في البلاد:
1. صراع مفتوح بين الجيش وحركة الإنصاف
-
يتهم حزب عمران خان جهاز الاستخبارات الباكستاني ISI والجيش بقيادة عاصم منير بشن حملة قمع مستمرة ضده منذ 2022.
-
يرى أنصاره أن محاكمته وسجنه 14 عامًا هي “محاولة لإبعاده عن المشهد السياسي نهائيًا”.
2. خلافات حادة داخل المؤسسة العسكرية نفسها
بحسب محللين، هناك انقسام بين:
-
جناح يرى ضرورة إنهاء نفوذ خان جذريًا
-
وجناح آخر يخشى أن يؤدي استهدافه إلى إشعال انتفاضة شعبية
وتُظهر المظاهرات المتصاعدة في لاهور وروالبندي وبيشاور أن الشارع لا يزال يرى في خان أبرز زعيم سياسي له شرعية جماهيرية حقيقية.
3. الحكومة تواجه أزمة شرعية
الحكومة الحالية التي صعدت بدعم مباشر من الجيش تواجه:
-
تراجعًا اقتصاديًا
-
ضغوطًا من المحكمة العليا
-
انتقادات دولية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان
ما يجعل أي حادثة مرتبطة بخان قابلة لتفجير الوضع داخليًا.
مصادر سياسية: “اغتيال سرّي خارج إطار القانون”
محللون سياسيون رجّحوا أن يكون ما حدث — إن صح — عبارة عن:
“عملية اغتيال سرية خارج إطار القضاء، هدفها إنهاء تهديد عمران خان السياسي قبل أي انتخابات مقبلة.”
ويؤكد هؤلاء أن:
-
الجيش يعتبر خان تهديدًا مباشرًا لهيمنته التاريخية
-
خان يتمتع بشعبية واسعة بين الشباب والطبقة المتوسطة
-
استطلاعات الرأي الأخيرة منحته تقدمًا كبيرًا رغم وجوده في السجن
ولذلك يرى الخبراء أن الجيش كان يخشى من “عودة خان سياسيًا”، ما قد يدفعه لاتخاذ إجراءات قصوى.
تجمهر أنصار عمران خان.. وغياب أي رد رسمي

في الساعات الأخيرة، تجمعت حشود كبيرة من أنصار حركة الإنصاف أمام مقار حكومية للمطالبة:
-
بالكشف عن مصير عمران خان
-
السماح لوفد قانوني وطبي بزيارته
-
نشر تسجيلات الكاميرات داخل السجن
لكن حتى اللحظة:
-
لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة
-
لم يؤكد الجيش أو ينفِ التقارير
-
تواصل السلطات فرض تعتيم كامل على وضع خان داخل زنزانته
وهذا الصمت — وفق محللين — يزيد من احتمالية وجود “شيء خطير”.
القضايا التي يُحاكم فيها عمران خان.. من الفساد إلى المؤامرة
قبل هذه الأنباء، كان عمران خان يواجه حكمًا بالسجن 14 عامًا، بينما حُكم على زوجته بشرى بيبي بالسجن 7 أعوام، بتهم تتعلق بالفساد.
كما كان خان يواجه:
-
أكثر من 200 قضية
-
اتهامات بقبول أراضٍ من رجل الأعمال مالك رياض
-
غسل أموال بقيمة 190 مليون جنيه إسترليني
-
الاستفادة السياسية من أموال أعيدت من بريطانيا إلى باكستان في 2022
ويقول محامو خان إن كل هذه القضايا “ملفقة بالكامل”.
هل قُتل عمران خان فعلاً؟.. أسئلة مفتوحة تهدد استقرار الدولة
حتى الآن، لا توجد دلائل قاطعة، لكن هناك ثلاثة سيناريوهات مطروحة:
1. اغتيال سري نفذته أجهزة الدولة
وهو السيناريو الذي تتداوله التقارير الصحفية.
2. وفاة جراء الإهمال الصحي داخل السجن
ثم محاولة التستر عليها مخافة انفجار الغضب الشعبي.
3. أنه لا يزال حيًا داخل السجن
لكن السلطات تمنع الوصول إليه لأسباب سياسية.
غياب الشفافية يزيد الوضع تعقيدًا، ويضع الجيش والحكومة في موقف حرج أمام المجتمع الدولي.
اساس الأزمة في باكستان
الأزمة الحالية ليست مجرد أنباء عن مقتل رئيس وزراء سابق؛ إنها انعكاس مباشر لـ:
-
أزمة الشرعية في باكستان
-
تآكل الثقة بين الشعب والمؤسسة العسكرية
-
الصراع المفتوح بين الدولة العميقة وحركة سياسية تقود الشارع
-
انقسام داخلي يهدد استقرار البلاد لسنوات مقبلة
ويبقى السؤال الأخطر:
هل تدخل باكستان مرحلة انفجار سياسي شامل إذا تأكدت وفاة عمران خان؟




