من القرية الي المجد
محمد صلاح.. رحلة كفاح شاب مصري بدأ من القرية حتى أصبح أسطورة عالمية
لم تكن رحلة محمد صلاح مجرد حكاية لاعب موهوب نجح في الوصول إلى أوروبا، بل هي ملحمة كفاح حقيقية لشاب مصري آمن بحلمه ورفض الاستسلام للظروف، ليصبح رمزًا للنجاح والإلهام لملايين الشباب.
“والدي هو أول من صدّقني”.. الشرارة الأولى

استعاد محمد صلاح ذكريات بدايته خلال لقائه مع جراح القلب العالمي السير مجدي يعقوب، عندما قال:
“الوحيد اللي صدقني بجد هو والدي”
فبينما كان كثيرون يرون أن طريق الاحتراف في أوروبا مستحيل، كان صلاح يسافر يوميًا من قريته في الغربية إلى القاهرة من أجل التدريب، رحلة شاقة لكنها كانت بوابة عبوره الأولى نحو الحلم.
والدته كانت تخشى عليه دائمًا من طول الطريق وتكرار السفر، لكن والده – كما قال صلاح – كان يمتلك “مفعول السحر” في حياته، فهو الذي دعم حلمه ووقف إلى جانبه عندما لم يجرؤ أحد على أن يحلم له بمستقبل في الملاعب الأوروبية.
صدمة الاحتراف.. وبداية التحول الحقيقي

يروي صلاح تلك اللحظات الأولى في أوروبا، وكيف اكتشف أن الاحتراف ليس تدريبًا ومباريات فحسب، بل أسلوب حياة كامل.
قال:
“اللغة والثقافة وطريقة التعامل.. كل ده كان جديد علي.”
كانت الصدمة الكبرى حين اكتشف الفارق بين عقلية اللاعب في مصر وبين اللاعب في أوروبا، موضحًا:
“اللاعيبة في مصر بتنام الصبح وتصحى الضهر.. هناك كل دقيقة ليها قيمة.”
هنا أدرك الشاب المصري أن النجاح الحقيقي يتطلب تغيير العقلية قبل تحسين المهارة.

قرار مصيري: “لازم أعيش زيهم علشان أنجح”
صلاح لم يكتفِ بالبقاء لاعبًا مصريًا موهوبًا في دوري أوروبي…
بل قرر أن يكون لاعبًا عالميًا.
قال:
“فهمت إن لازم أغير طريقة تفكيري.. لو عايز أنجح لازم أعيش حياتهم.”
وهكذا بدأ يتعلم اللغة، يلتزم بنظام غذائي صارم، ويكتشف أهمية النوم المبكر، ويمنح التدريب كامل طاقته، ليدخل مرحلة جديدة تمامًا من تطوره كلاعب وإنسان.
القراءة… سر النضج والتفكير المختلف
كشف محمد صلاح أن القراءة كان لها دور محوري في بناء شخصيته، وقال:
“بدأت أقرأ لمصطفى محمود وإبراهيم الفقي… الكتب دي علمتني إزاي أطور نفسي مش بس كلاعب.. كإنسان.”
كانت هذه الكتب نقطة البداية في تحوله الذهني، وجعلته أكثر وعيًا بالحياة، وأكثر قدرة على مواجهة التحديات.
من القرية إلى كأس العالم… قصة حلم أصبح واقعًا
إصرار محمد صلاح لم يتوقف عند الاحتراف الأوروبي…
بل أصبح قائد الجيل الذي أعاد مصر إلى كأس العالم مرتين:
-
مونديال روسيا 2018
-
مونديال 2026
هذه الإنجازات لم تكن وليدة الصدفة، بل ثمرة إرادة، وثبات، وإيمان بالنفس.
محمد صلاح… رسالة للشباب المصري
قصة صلاح ليست مجرد قصة لاعب كرة، بل هي دليل حي على أن الحلم ممكن مهما كانت الظروف صعبة، وأن النجاح يحتاج:
-
دعم أسري
-
إيمان بالنفس
-
استعداد للتغيير
-
والعمل بلا توقف
محمد صلاح اليوم ليس فقط أسطورة كروية، بل نموذج ملهم للشباب المصري والعربي، يثبت أن الطريق من قرية بسيطة إلى العالمية يحتاج خطوة واحدة…
أن تؤمن بحلمك وتقاتل من أجله.
















