خالد زايد يكتب : الاستقرار الإداري… ومسؤولية التجديد للقيادات التي أثبتت نجاحها
أزمة غياب القرار… وتأثيره على سير العمل
تعيش مؤسسات التعليم العالي لحظات فارقة تتطلب وضوحا في الرؤية وصرامة في القرار، خصوصا في ظل التحديات المتنامية التي تواجه الجامعات في مجالات الجودة والاعتماد وتطوير البرامج الأكاديمية. ومن هنا، يصبح الاستقرار الإداري داخل الكليات ضرورة لا يمكن التغافل عنها، باعتباره الضمان الأساسي لاستمرار العمل المؤسسي وتحقيق الأهداف الاستراتيجية.
عميدة أثبتت نجاحًا… وأحبطت محاولات التعويق
وفي هذا الإطار، يشهد الوسط الجامعي حالة من القلق والترقب بسبب عدم صدور قرار التجديد حتى الآن لعميدة كلية التربية النوعية بجامعة سوهاج، رغم انتهاء مدتها منذ أكثر من خمسة عشر يوما، وهو ما تسبب في تعطيل بعض الإجراءات الإدارية الضرورية داخل الكلية نتيجة غياب صاحب السلطة المخولة بالتوقيع والاعتماد.
وخلال الفترة الماضية، قدمت العميدة الحالية نموذجا يُحتذى به في القيادة الجامعية الرشيدة؛ فقد نجحت في تمرير لائحة الدراسات العليا الجديدة، وهو إنجاز كبير سيؤثر بشكل مباشر على تطوير البرامج ورفع مستوى البحث العلمي داخل الكلية. كما واجهت محاولات لتعويق العمل أو تعطيله من بعض أصحاب المصالح الشخصية، وتمكنت من حماية الكلية ومنع أي توظيف للسلطة أو القواعد الإدارية بما يخالف المصلحة العامة.
دور رئيس الجامعة… وثقة المجتمع الأكاديمي
وفي ظل هذه الظروف، يعلق المجتمع الأكاديمي الآمال على القيادة العليا للجامعة، وفي مقدمتها السيد الأستاذ الدكتور رئيس جامعة سوهاج، لاتخاذ القرار الذي يحفظ للكلية استقرارها ويضمن استمرار العمل دون تعطيل. فجميع من داخل الجامعة يعلم أن القيادة الحالية تتمتع برؤية واضحة، وقدرة على التمييز بين من يعمل بإخلاص ومن يسعى لتحقيق منافع شخصية ويطعن في قرارات فخامة رئيس الجمهورية على حساب المؤسسة.
كما يدرك الجميع أن رئيس الجامعة أكبر من أي ضغوط، ولديه إلمام شامل بما يدور داخل أروقة الجامعة، ويعرف جيدا طبيعة الصراعات الصغيرة التي يحاول البعض توظيفها لعرقلة مسيرة العمل. ومن ثم فإن القرار المنتظر بشأن التجديد للعميدة ليس مجرد إجراء إداري، بل هو تأكيد على أن الجامعة تنتصر للكفاءة والإنجاز، وتدعم القيادات التي تعمل من أجل استقرار المؤسسة وتطويرها.
الاستقرار ضرورة… وليس رفاهية
إن المرحلة الحالية لا تحتمل فراغا إداريا أو تجارب انتقالية لا داعي لها، فالكلية تحتاج إلى قيادة مستمرة تعرف ملفاتها جيدا، وتمتلك الخبرة اللازمة لاستكمال ما بدأته من تطوير وإصلاح. وتجديد الثقة في العميدة الحالية هو الخطوة الأكثر اتساقا مع المصلحة العامة، والأكثر حفاظا على استقرار الكلية وسمعة الجامعة.
ويبقى الأمل قائما في أن يصدر القرار المنتظر قريبا، بما يضع حدا لحالة الارتباك، ويؤكد أن جامعة سوهاج كانت وستظل نموذجا في احترام العمل المؤسسي، ودعم القيادات القادرة على البناء، وحماية المصلحة الجماعية فوق أي اعتبار.
















