الأب يربط طفلته «جنى» بالحبال والداخلية تتدخل: اعترافات صادمة وأسئلة تبحث عن إجابة- تفاصيل الواقعة
في مشهد مؤلم أثار غضب الرأي العام، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية مقطع فيديو يوثق لحظة قيام رجل بربط طفلته بالحبال داخل تروسيكل، وجرّها أمام المارة في الشارع بطريقة مهينة وبشعة.
الفيديو انتشر كالنار في الهشيم، وفتح بابًا واسعًا للغضب والتساؤلات حول العنف الأسري، وإهمال الأطفال، وغياب الرقابة داخل بعض الأسر.
وبمجرد انتشار الفيديو، تحركت الأجهزة الأمنية بسرعة، لتنتهي الواقعة بالقبض على الأب، وبدء تحقيقات موسعة كشفت تفاصيل صادمة عن حياة الطفلة.
الداخلية تتحرك وتلقي القبض على الأب… «طلع أبوها»
بعد تحديد هوية المتهم، أكدت وزارة الداخلية أن الرجل الذي ظهر في الفيديو هو بالفعل والد الطفلة، ويعمل في جمع الخردة، ولديه معلومات جنائية، وتبين أن الطفلة تُدعى جنى وتبلغ من العمر 14 عامًا، وأن محل إقامتهما محافظة الشرقية – الزقازيق.
قوات الأمن ضبطت المتهم، وتمت مواجهته بالفيديو، ليعترف بالواقعة دون تردد.

اعترافات الأب: «ضربتها علشان سابت الشغل وراحت تلعب بالأسكوتر»
خلال التحقيقات، قال الأب إن ابنته خرجت لتلعب مع صديقاتها بالأسكوتر وتركته أثناء العمل، وأضاف أنه كان قد حذرها سابقًا من اللعب في الشارع.
وبين أنه ضربها وربطها لــ«تأديبها»، على حد قوله، وهو ما وصفه بالتصرف «الطبيعي» بالنسبة له، في اعتراف يكشف حجم الجهل والعنف الذي تتعرض له بعض الأطفال داخل بيوتهم.
لاحقًا، أصدرت جهات التحقيق قرارًا بـ حبس الأب 4 أيام على ذمة القضية، ومتابعة التحقيق حول ظروف المعيشة والمعاملة القاسية التي تتعرض لها الطفلة.
لماذا تم إيداع الطفلة «جنى» في دار رعاية؟
قرار وضع الطفلة في دار رعاية أثار تساؤلات كثيرة بين المواطنين، خاصة:
لماذا لا تعود لوالدتها؟ أين الأم؟ وهل البنت يتيمة أم مهملة؟
وبحسب مصادر أمنية واجتماعية، فإن إيداع الطفلة في دار رعاية جاء للأسباب التالية:
1. تعرض الطفلة لخطر مباشر داخل المنزل
القانون المصري ينص على أنه في حالة تعرض طفل لخطر جسدي أو نفسي داخل أسرته، يتم سحب الحضانة مؤقتًا لحين الفصل في القضية حفاظًا على حياته.
2. عدم وجود أم حاضنة أو أهل مؤهلين لرعايتها
حتى الآن لا توجد معلومات رسمية مؤكدة عن وجود الأم، لكن شهود عيان أكدوا أن الأب دائمًا يصطحب الطفلة معه لجمع الخردة، وأنها تقضي يومها في الشوارع، وهي بيئة غير آمنة.
3. حماية الطفلة من ضغوط المجتمع والانتقام العائلي
في مثل هذه الحالات، تُودَع البنت في دار رعاية لحمايتها من أي رد فعل قد يقوم به الأب بعد خروجه لاحقًا.
4. إجراء تقييم نفسي واجتماعي للطفلة
النيابة غالبًا تطلب تقريرًا من الأخصائيين الاجتماعيين لتقييم حالة الطفلة قبل اتخاذ أي قرار نهائي بشأن حضانتها.
هل الأب فلسطيني الجنسية؟ الروايات المتداولة
انتشرت أنباء عبر مواقع التواصل تفيد بأن الأب فلسطيني الجنسية ومتزوج من مصرية.
إلى الآن لا يوجد تأكيد رسمي من وزارة الداخلية حول هذه المعلومة، ولا تزال ضمن الروايات المبدئية المتداولة فقط.

شهود عيان: «البنت كانت دايمًا تلف معاه تجمع خردة»
قال عدد من الأهالي إن الطفلة كانت تُرى بشكل مستمر مع والدها في الشوارع لجمع الخردة، وأنها كانت تعمل معه طوال اليوم.
وأشاروا إلى أن الطفلة كانت تبدو مرهقة وغير مرتاحة، ما يعزز الشكوك حول تعرضها لسوء معاملة لفترة طويلة.
قصة جنى تفتح ملفًا مؤلمًا… أطفال بلا طفولة
الحادثة أعادت إلى الواجهة قضايا:
-
العمالة المبكرة للأطفال
-
العنف الأسري
-
غياب دور الأسرة
-
قصور الرقابة الاجتماعية
-
الاتجار بالأطفال في بعض المناطق الفقيرة
-
وانعدام الوعي التربوي لدى بعض الطبقات الهشة
فجنى ليست مجرد «بنت مربوطة في تروسيكل» — بل هي رمز لآلاف الأطفال الذين يُسلبون طفولتهم في الشوارع وبين أنياب الفقر والجهل.
إعادة ترميم ما كسرته حياة الشارع
واقع الطفلة جنى وما تعرضت له يعكس جانبًا مظلمًا من المجتمع يحتاج إلى تدخل قانوني واجتماعي حاسم.
وحتى تحديد مصيرها، تبقى في دار رعاية تحميها من عنف قد يتكرر، وتوفر لها بيئة تحاول إعادة ترميم ما كسرته حياة الشارع.
وتبقى الأسئلة مفتوحة: أين الأم؟ وهل ستعود جنى إلى بيت آمن؟ أم ستبدأ حياة جديدة بالكامل بعيدًا عن والد اعتاد العنف؟














