أب ينهى حياته من الطابق الـ14 أمام طفلته بعد أن طلب منها الانتظار بجوار المتوسيكل بالقليوبية
شهدت محافظة القليوبية حادثًا مروعًا بعدما أقدم أب على إنهاء حياته قفزًا من الطابق الرابع عشر بأحد العقارات المجاورة للسنترال، وذلك أمام أعين ابنته الصغيرة التي كانت ترافقه عائدة من المدرسة.
المشهد كان صادمًا لكل من حضر الواقعة، بعدما وقف الأب في لحظة حاسمة اتخذ فيها قرارًا مأساويًا، تاركًا خلفه طفلة لا تزال غير قادرة على استيعاب ما جرى.
اللحظات الأخيرة.. طلب من ابنته الانتظار ثم صعد وحده
وفقًا للتحقيقات الأولية، فقد اصطحب الأب ابنته من مدرستها كعادته، ثم توجه بها إلى محيط العقار الذي وقع منه.
وقبل لحظات من الحادث:
-
أعطى ابنته مفتاح المتوسيكل
-
طلب منها الانتظار بجواره
-
ثم صعد بمفرده إلى الطابق الـ14
-
دقائق قليلة بعدها فوجئت الصغيرة بوالدها يلقي بنفسه من أعلى
سقط الأب جثة هامدة في الحال، وسط حالة من الذهول والصدمة بين المارة والمقيمين بالمنطقة.
تفاصيل أولية: الأب لا يسكن في العقار
أفادت التحريات أن الأب لا يقيم في العقار الذي شهد الواقعة، بل يسكن في منطقة أبوزعبل – الخانكة.
وهو ما يرجّح أن الأب اختار المكان عمدًا بعيدًا عن منزله، وربما عن أي تدخل قد يمنعه من تنفيذ نيته.
وتلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا بالحادث، وعلى الفور انتقلت قوة من الشرطة إلى الموقع وتم فرض كردون أمني لحين فحص جثمان المتوفى واستكمال التحقيقات.
صدمة الطفلة.. مأساة لا تُنسى
تعيش الطفلة الآن حالة من الصدمة والانهيار النفسي، إذ كانت آخر من تحدث إليه، وآخر من سلمها والدها شيئًا يخصه، وآخر من شهدت لحظة النهاية.
مشاهد كهذه تترك أثرًا نفسيًا بالغًا قد يحتاج إلى تدخل متخصصين لحمايتها من تبعات طويلة الأمد.
أزمات نفسية خلف الأبواب المغلقة
تكشف هذه الواقعة، وغيرها من الحوادث المشابهة، عن حجم الضغوط:
-
النفسية
-
الاقتصادية
-
الاجتماعية
التي تدفع عددًا من المواطنين إلى اتخاذ قرارات مأساوية.
ويؤكد متخصصون في الصحة النفسية أن الانتحار لا يحدث فجأة، بل يسبقه عادة صراع طويل وغياب للدعم أو الإحساس بالأمان.
التحقيقات مستمرة
تكثف الأجهزة الأمنية جهودها لكشف خلفيات الحادث، والاستماع لأقوال الشهود وجيران المجني عليه، بالإضافة إلى تحليل أي دوافع محتملة وراء الانتحار، سواء كانت:
-
ضغوطًا مالية
-
مشاكل أسرية
-
اضطرابات نفسية
ويُنتظر صدور بيان رسمي حال انتهاء التحقيقات.
دعوة للرحمة والوعي
في ختام هذه المأساة، لا يسعنا إلا الدعاء بالرحمة للراحل، وبالشفاء النفسي للطفلة وأسرتها، مع التأكيد على أهمية التوعية بالصحة النفسية وفتح قنوات آمنة لطلب المساعدة قبل الوصول إلى هذه اللحظة القاتلة.
ونسأل الله السلامة مما هو قادم، وأن يلطف بقلوب الخائفين والموجوعين.







