سوريا تنفي وجود خطة أمريكية لإنشاء قاعدة عسكرية في دمشق.. وتؤكد: المرحلة تشهد تحولًا نحو التعاون المباشر مع واشنطن !!
الخارجية السورية ترد على تقرير "رويترز" وتؤكد: لا صحة للأنباء حول قاعدة أمريكية في العاصمة
نفت وزارة الخارجية السورية مساء اليوم الخميس صحة التقارير الإعلامية التي تحدثت عن استعداد الولايات المتحدة لتأسيس وجود عسكري في قاعدة جوية بدمشق، مؤكدة أن تلك المزاعم عارية تمامًا من الصحة وتهدف إلى إثارة البلبلة والتشويش على التحولات السياسية الجارية في المنطقة.
وجاء هذا النفي على لسان مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية، نقلته وكالة الأنباء السورية "سانا"، ردًا على تقرير نشرته وكالة "رويترز" البريطانية في وقت سابق اليوم، زعمت فيه أن واشنطن تخطط لإنشاء قاعدة عسكرية في العاصمة السورية لدعم اتفاق أمني محتمل مع إسرائيل.
سوريا: لا قواعد أمريكية على أراضينا
وقال المصدر الرسمي – بحسب "سانا" – إن "لا صحة للتقارير بشأن إنشاء قواعد أمريكية في سوريا"، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية تشهد تحولًا في الموقف الأمريكي باتجاه التعامل المباشر مع الحكومة السورية المركزية، في إطار تعاون سياسي وعسكري واقتصادي مشترك.
وأضاف المصدر أن هذا التعاون يرتكز على مبدأ السيادة الوطنية والاحترام المتبادل، مؤكدًا أن دمشق ماضية بثبات في ترسيخ الاستقرار الداخلي ورفض أي محاولات لإعادة إنتاج الانقسام أو فرض ترتيبات خارجية تمس وحدة البلاد.
وأوضح أن العمل جارٍ على نقل التفاهمات السابقة التي كانت اضطرارية مع أجسام مؤقتة إلى الحكومة المركزية في دمشق، بما يضمن تنسيق الجهود في الملفات الأمنية والاقتصادية والإنسانية بشكل متكامل.
خلفية التقرير الأمريكي المثير للجدل
كانت وكالة رويترز قد نشرت تقريرًا حصريًا نقلًا عن مصادر وصفتها بالمطلعة، تحدث عن خطة أمريكية لإنشاء وجود عسكري في قاعدة جوية قرب دمشق، قائلة إن الهدف هو مراقبة اتفاق أمني محتمل بين سوريا وإسرائيل برعاية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأشارت الوكالة إلى أن الخطة تأتي في إطار اتفاق يجري التفاوض عليه لإقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا، موضحة أن هذه الخطوة تمثل تحولًا استراتيجيًا في العلاقات السورية الأمريكية عقب الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024.
تطورات سياسية غير مسبوقة
وبحسب التقرير، من المتوقع أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل، في أول زيارة من نوعها لرئيس دولة سوريا إلى واشنطن منذ عقود، وسط حديث عن ترتيبات إقليمية جديدة تهدف إلى إعادة دمج سوريا في محيطها السياسي والدبلوماسي.
كما نقلت رويترز عن مسؤولين غربيين وسوريين قولهم إن القاعدة المقترحة ستُستخدم لأغراض لوجستية وإنسانية ومراقبة، مع احتفاظ دمشق الكامل بالسيادة على المنشأة، وهو ما نفته دمشق بشكل قاطع.
دمشق تفتح قنوات مباشرة وتغلق الباب أمام التدخلات
يرى مراقبون أن نفي الخارجية السورية يعكس توجهاً واضحاً نحو ضبط مسار العلاقات مع واشنطن ضمن أطر رسمية، في ظل مرحلة انتقالية حساسة تشهدها البلاد بعد عام من التحولات السياسية الكبرى.
ويعتبر الإعلان السوري رسالة مزدوجة، مفادها الترحيب بأي تعاون قائم على السيادة الوطنية، مع رفض قاطع لأي وجود عسكري أجنبي على أراضيها.

















