البابا ليو يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان وفتح ممرات إنسانية: ”معاناة لا يمكن قبولها”
البابا ليو: السودان يحتاج إلى ضمير إنساني لا إلى مزيد من الدماء
دعا البابا ليو، بابا الفاتيكان، يوم الأحد، إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان وفتح ممرات إنسانية عاجلة لتمكين وصول المساعدات إلى المدنيين، معبّرًا عن حزنه العميق لما وصفه بـ"الوحشية المروعة" التي تشهدها مدينة الفاشر في إقليم دارفور.
وقال البابا خلال عظته الأسبوعية في صلاة التبشير الملائكي بساحة القديس بطرس في الفاتيكان:
"العنف العشوائي بحق النساء والأطفال، والهجمات على المدنيين العزّل، والعقبات التي تواجه العمل الإنساني، كلها تسبب معاناة لا يمكن قبولها".
وأضاف أن الوقت حان لأن يتحرك المجتمع الدولي "بإصرار وسخاء" لدعم جهود الإغاثة في السودان، داعيًا إلى أن تكون الإنسانية أقوى من السلاح في مواجهة المأساة التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عام ونصف.
مأساة دارفور.. الفاشر تحت النار
تصريحات البابا جاءت بعد أيام من تحذيرات أممية خطيرة حول الوضع في دارفور، حيث أكّد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة أن مئات المدنيين والمقاتلين العزّل قُتلوا أواخر الشهر الماضي، عندما سيطرت قوات الدعم السريع شبه العسكرية على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في الإقليم.
ووفق التقارير، سقطت المدينة بعد حصار استمر 18 شهرًا، ما دفع عشرات الآلاف من المدنيين إلى الفرار من منازلهم وسط ظروف إنسانية قاسية ونقص حاد في الغذاء والمياه والدواء.
وأكدت الأمم المتحدة أن الوضع في دارفور يتدهور بشكل متسارع، محذّرة من أن استمرار الصراع قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في المنطقة.
الفاتيكان يطالب بتحرك دولي عاجل
وشدد البابا ليو على أن المجتمع الدولي لا يمكنه أن يقف مكتوف الأيدي أمام المأساة السودانية، داعيًا إلى تفعيل الجهود الدبلوماسية والإنسانية فورًا لوقف نزيف الدم وإنقاذ الأرواح.
وقال:
"يجب أن يسمع العالم صرخة الأبرياء في السودان. السلام لا يولد من الحرب، بل من العدالة والرحمة والحوار."
وطالب بابا الفاتيكان الأطراف المتحاربة بـاحترام القانون الإنساني الدولي، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المنكوبة دون تمييز.
البابا يوجّه رسالة إلى تنزانيا أيضًا
ولم يقتصر حديث البابا على السودان، إذ تطرق إلى الوضع المتوتر في تنزانيا بعد الانتخابات العامة، مشيرًا إلى وقوع اشتباكات دامية أسفرت عن سقوط العديد من القتلى.
وحث جميع الأطراف السياسية هناك على ضبط النفس وتجنّب العنف، والدخول في حوار وطني يضمن استقرار البلاد ووحدة شعبها.
الأزمات الإنسانية في إفريقيا، بين الحروب الأهلية والنزاعات السياسية
تأتي تصريحات البابا ليو في وقت تتزايد فيه الأزمات الإنسانية في إفريقيا، بين الحروب الأهلية والنزاعات السياسية، وسط ضعف في الاستجابة الدولية.
ويعكس نداء الفاتيكان موقفًا إنسانيًا قويًا يطالب بعودة الضمير إلى المشهد الدولي، في مواجهة صراعات تلتهم المدنيين وتترك وراءها خرابًا وأجيالًا من الضحايا.
"السلام ليس رفاهية، بل ضرورة إنسانية. والسودان يستحق أن يتنفس حياة بلا حرب." – البابا ليو
















