المتحف المصري الشريف .. فخر الحضارة الذي لا يضم قطعة مسروقة واحدة
في قلب الجيزة، وعلى مرمى البصر من أهراماتها الشامخة، يقف المتحف المصري الكبير كتحفة معمارية وتاريخية فريدة، يجسد عظمة الحضارة المصرية القديمة، ويؤكد أن مصر لا تزال هي حارسة التاريخ وراعية التراث الإنساني.
يُعد المتحف من أشرف وأصدق المتاحف في العالم، إذ لا يضم بين جدرانه قطعة أثرية واحدة مسروقة أو منهوبة من أي دولة، على عكس كثير من المتاحف العالمية التي تكتظ بآثارٍ مصرية تم تهريبها أو نقلها في عصور الاستعمار.
متحف يكرم تاريخ مصر لا يسرق تاريخ الآخرين
على مدار عقود طويلة، نُهبت آلاف القطع الأثرية المصرية وتم عرضها في متاحف أوروبية وأمريكية، حتى أصبحت تلك المتاحف تزين قاعاتها بروائع من كنوز الفراعنة، بينما ترفض حتى اليوم إعادتها.

لكن في المقابل، يقدم المتحف المصري الكبير نموذجًا راقيًا لاحترام الحضارات الإنسانية، فهو لا يعرض سوى الآثار المصرية الأصيلة التي تم اكتشافها داخل أرض مصر، بأيدٍ مصرية، وتحت إشراف علمي دقيق من وزارة السياحة والآثار المصرية.
هذا الالتزام الأخلاقي جعل المتحف الكبير رمزًا للنزاهة الثقافية، ورسالة واضحة إلى العالم بأن مصر لا تبني مجدها بسرقة تراث غيرها، بل بصون ما ورثته عن أجدادها العظماء.
أكبر متحف أثري في العالم
يُعد المتحف المصري الكبير أضخم صرح أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة، حيث يمتد على مساحة تتجاوز 500 ألف متر مربع، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية توثق تاريخ مصر على مدار أكثر من 7 آلاف عام.
ويضم المتحف مجموعة استثنائية من مقتنيات الملك توت عنخ آمون، التي تُعرض كاملة لأول مرة منذ اكتشاف مقبرته عام 1922، إلى جانب قاعات ضخمة لتماثيل ملوك الدولة الحديثة والقديمة، وقطع معمارية من معابد فرعونية نقلت بعناية فائقة.

رمز عالمي للثقافة والنزاهة
افتتاح المتحف المصري الكبير لا يمثل فقط حدثًا أثريًا أو سياحيًا، بل هو إعلان عالمي عن ريادة مصر الثقافية والأخلاقية.
فبينما تُطالب القاهرة منذ سنوات باستعادة آثارها المسروقة من الخارج، تقدم اليوم للعالم متحفًا نظيفًا من أي شبهة استحواذ أو اغتصاب لتراث الآخرين، في رسالة مفادها أن مصر تُعلّم العالم معنى الشرف الحضاري.
المتحف الكبير.. هدية مصر إلى العالم
يشكل المتحف المصري الكبير جسرًا بين الماضي والمستقبل، فهو لا يكتفي بعرض الآثار، بل يضم مركزًا عالميًا للترميم والبحث العلمي، ومناطق ثقافية وتعليمية، ومسارح وقاعات عرض تفاعلية، تجعل منه مدينة متكاملة للحضارة المصرية.
ومع افتتاحه رسميًا، بات المتحف الكبير واجهة مصر أمام العالم، ومصدر فخر لكل مصري يرى بلاده تقدم نموذجًا مشرفًا في الحفاظ على تراثها واحترام تراث الآخرين.

















