برشلونة يدرس عرضاً عربياً.. هل تكون المغرب محطة البلوجرانا المقبلة؟
تلقى نادي برشلونة الإسباني عرضًا رسميًا لخوض مباراة ودية في إحدى الدول العربية، في خطوة قد تحمل أبعادًا اقتصادية وتسويقية جديدة للنادي الكتالوني، الذي يسعى جاهدًا لتخفيف الضغوط المالية وتحسين موارده، في ظل قيود اللعب المالي النظيف التي تفرضها رابطة الليغا الأوروبية.
عرض مغري من المغرب.. والقرار بيد فليك
ووفقًا لما أوردته صحيفة سبورت الكتالونية، فقد جاء العرض من المغرب لاستضافة مباراة ودية للفريق خلال الموسم الحالي، غير أن تنفيذه مشروط بخروج برشلونة المبكر من دوري أبطال أوروبا، وتحديدًا من دور الـ16 أو قبله.
أما في حال واصل الفريق مشواره القاري، وهو الهدف الرئيسي للمدرب هانزي فليك، فسيتم تأجيل المباراة إلى ما بعد نهاية الموسم.
القرار النهائي لم يُحسم بعد، إذ ستكون الكلمة الفصل للمدرب الألماني، الذي يوازن بين أهمية الراحة البدنية للاعبين وجدوى العائد المالي المتوقع من مثل هذه الوديات.
ضغط المواعيد وهاجس الإرهاق
جدول برشلونة المزدحم هذا الموسم يُعد عائقًا أمام تنفيذ مثل هذه الخطط، خاصة بعد الإصابات المتكررة التي ضربت الفريق مؤخرًا.
إدارة النادي تدرك أن السفر الطويل لخوض مباراة تسويقية في منتصف الموسم قد يثير تحفظات الجهاز الفني، خصوصًا وأن الفريق ينافس على أكثر من جبهة محلية وأوروبية.
ورغم ذلك، يرى بعض مسؤولي النادي أن المباراة الودية تمثل فرصة لجذب جماهير جديدة في العالم العربي، وتعزيز حضور العلامة التجارية “برشلونة” في منطقة تمثل سوقًا استثمارية ضخمة للأندية الأوروبية.
المكاسب الاقتصادية وراء الفكرة
بحسب الصحيفة الكتالونية، فإن هذه النوعية من المباريات تدر على النادي عائدات مالية فورية قد تصل إلى ملايين الدولارات، وهو أمر لا يمكن لإدارة برشلونة تجاهله، خاصة بعد الأزمة الاقتصادية التي مر بها النادي عقب جائحة كورونا.
وتسعى الإدارة لاستغلال أي فرصة تسويقية تساهم في تخفيف الأعباء المالية وتمويل صفقات محتملة خلال سوق الانتقالات المقبلة.
المغرب مرشحة قوية.. لكن الحذر سيد الموقف
تشير التقارير إلى أن المغرب تُعد الدولة الأقرب لاستضافة المباراة حال تم الاتفاق النهائي، في ظل العلاقات الجيدة التي تجمع الاتحاد المغربي لكرة القدم بالنادي الإسباني، فضلًا عن الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها برشلونة في الشمال الأفريقي.
ورغم حماس الجانب المغربي للفكرة، إلا أن مصادر داخل النادي أكدت أن تنفيذ المباراة “بعيد جدًا” حاليًا، ولا يدخل ضمن الأولويات الرياضية للفريق، الذي يركّز بالكامل على المنافسة الأوروبية والمحلية.

نجوم برشلونة منقسمون حول القرار
على الجانب الآخر، أبدى بعض لاعبي برشلونة تحفظهم على الفكرة، معتبرين أن السفر لمسافات طويلة بعد موسم مزدحم ليس بالأمر المثالي، بينما يرى آخرون أن الظهور في دولة عربية يمثل تجربة جماهيرية فريدة وفرصة للتفاعل مع مشجعين لم تتسنّ لهم فرصة مشاهدة الفريق عن قرب.
تحسين الوضع المالي
بين ضغط المباريات ورغبة الإدارة في تحسين الوضع المالي، يجد برشلونة نفسه أمام معادلة صعبة:
هل يوافق على خوض مباراة ودية في المغرب بحثًا عن مكسب اقتصادي، أم يفضّل التركيز على البطولات الكبرى وتجنّب الإرهاق البدني للاعبين؟
القرار النهائي لم يُتخذ بعد، لكن المؤكد أن اسم برشلونة سيظل محط اهتمام في المنطقة العربية، سواء خاض المباراة أم لا، فالفريق الكتالوني بات أكثر من مجرد نادٍ لكرة القدم — إنه علامة عالمية تبحث عن جمهور جديد وموارد جديدة في كل قارة.

















