القيود الأمريكية على الهجرة في عهد ترامب تدفع المصريين إلى البحث عن الحلم الأمريكي

تشديد القيود الأمريكية على الهجرة يدفع المصريين للبحث عن فرص جديدة في الولايات المتحدة
تواصل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهجها المتشدد تجاه سياسات الهجرة إلى الولايات المتحدة، ما جعل حلم السفر والإقامة في أمريكا أكثر تعقيدًا للمصريين والعرب عمومًا. فقد فرضت الإدارة قيودًا مشددة شملت تأشيرات الطلاب والعمال الأجانب، إلى جانب تدقيق متزايد في الخلفيات والمواقف السياسية لمقدمي الطلبات، وهو ما انعكس على الراغبين في الهجرة من مصر إلى أمريكا بحثًا عن مستقبل أفضل.
تراجع عدد العمال المهرة القادمين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
ويؤكد مراقبون أن هذه السياسات تركت تأثيرات اقتصادية واجتماعية عميقة داخل الولايات المتحدة، حيث تراجع عدد العمال المهرة القادمين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في وقت يعتمد فيه الاقتصاد الأمريكي على الكفاءات الأجنبية في قطاعات التكنولوجيا والطب والهندسة.
قيود غير مسبوقة على التأشيرات واللجوء
منذ الأشهر الأولى لتوليه الحكم، أعاد ترامب تشكيل النظام الهجري الأمريكي بشكل جذري، فأصدر قرارات تضمنت رفع رسوم تأشيرات H-1B الخاصة بالمهنيين، وفرض قيود جديدة على تأشيرات الطلاب، فضلًا عن مراجعة حسابات التواصل الاجتماعي لمقدمي الطلبات كجزء من عملية الفحص الأمني.
كما قلّصت الإدارة برنامج قبول اللاجئين إلى أدنى مستوى منذ عقود، مع استثناء محدود لمتقدمين من أصول أوروبية جنوبية، ما أثار موجة من الانتقادات الحقوقية داخل الولايات المتحدة وخارجها.
إجراءات داخلية أكثر صرامة ضد المهاجرين المقيمين
لم تتوقف القيود عند حدود المهاجرين الجدد، بل طالت أيضًا المقيمين القانونيين داخل الولايات المتحدة، إذ فرضت الحكومة قيودًا على بعض مزايا الهجرة، وكثّفت عمليات التدقيق في محاكم ومكاتب الهجرة، إلى جانب تعديل اختبار الجنسية الأمريكية ليصبح أكثر صعوبة، ومحاولات لإنهاء حق المواطنة بالولادة.
هذه الإجراءات خلقت حالة من القلق بين الجاليات العربية والمصرية المقيمة في أمريكا، حيث بات كثير من المصريين يعيدون التفكير في أوضاعهم القانونية أو يسعون لتجديد إقاماتهم بشروط أكثر تعقيدًا.
مصر ضمن أبرز الدول المهاجرة إلى أمريكا
بحسب بيانات وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2024، بلغ عدد تأشيرات الهجرة الممنوحة إلى الولايات المتحدة حوالي 612 ألف تأشيرة، وهو رقم يُظهر انخفاضًا واضحًا مقارنة بما قبل إدارة ترامب.
وعلى الصعيد العربي، تصدّرت اليمن قائمة الدول الأكثر حصولًا على تأشيرات الهجرة بنحو 6.4 آلاف تأشيرة، تلتها مصر بـحوالي 6.1 آلاف تأشيرة، ثم الأردن بـ 4.7 آلاف تأشيرة.
ويشير هذا الترتيب إلى استمرار رغبة المصريين في الهجرة إلى أمريكا رغم الصعوبات، خصوصًا عبر برنامج الهجرة العشوائية (اللوتري) الذي يُعدّ الأمل الأكبر للشباب الباحثين عن فرصة عمل أو تعليم أفضل في الخارج.
مستقبل الهجرة المصرية إلى الولايات المتحدة
مع تزايد القيود الأمريكية، يتوقع خبراء الهجرة أن تشهد السنوات المقبلة تحولًا في اتجاهات الهجرة المصرية، حيث يتجه البعض نحو كندا وأستراليا وأوروبا كبدائل أكثر مرونة من النظام الأمريكي الصارم. ومع ذلك، يظل حلم الاستقرار في أمريكا هدفًا مشتركًا لآلاف المصريين، خاصة مع تطلعهم إلى بيئة عمل حرة ومستقبل اقتصادي مستقر لأسرهم.