وفاة خال وابن شقيقته أثناء صلاة الجنازة في قرية الكلاحين الحاجر بقنا

مشهد إنساني مؤلم يهزّ قرية الكلاحين
خيّم الحزن على قرية الكلاحين الحاجر التابعة لمركز قفط بمحافظة قنا، بعد حادثٍ مأساوي جمع بين الفقد والموت في لحظة واحدة. فقد لقي خالٌ وابن شقيقته مصرعهما بفارق ساعات قليلة، حيث تُوفي الثاني أثناء أداء صلاة الجنازة على خاله داخل المسجد، في مشهدٍ مؤثرٍ أبكى المصلين وأدخل القرية في حالة من الصدمة والذهول.
وفاة متزامنة داخل بيت من بيوت الله
وبحسب ما رواه أقارب الراحلين، فإن الفقيد الأول الحاج علي فراج علي سالم كان قد وافته المنية صباح السبت، وأثناء أداء صلاة الجنازة عليه داخل المسجد، أُصيب ابن شقيقته الحاج الديب محمد عبد الرحمن بأزمة قلبية مفاجئة، فسقط مغشيًّا عليه أمام نعش خاله، ليفارق الحياة في اللحظة نفسها متأثرًا بالحزن والارتباط العاطفي العميق بينهما.
وقال أحد المشيعين:
"كان المشهد لا يُنسى.. دقائق قليلة بين دعاء الرحمة للخال، وصرخات الفقد على ابن شقيقه الذي لحق به إلى مثواه الأخير."
تشييع مزدوج وحزن مضاعف
أُقيمت مراسم دفن مزدوجة لعائلتي الفقيدين، إذ وُوري جثمان الحاج علي فراج الثرى أولاً، وبعد نحو ساعتين فقط، لحق به الحاج الديب محمد عبد الرحمن ليُدفن إلى جواره، وسط أجواء من الحزن والذهول التي خيمت على جميع أبناء القرية.
وأكد الأهالي أن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها في تاريخ القرية، إذ لم يشهدوا من قبل وفاة شخصين من عائلة واحدة في مشهدٍ متزامنٍ ومؤثرٍ كهذا.
مشاعر حزن على الأرض ووداع عبر السوشيال ميديا
تصدّر اسم الفقيدين صفحات التواصل الاجتماعي في محافظة قنا، حيث تداول الأهالي صورًا وعبارات رثاء حزينة، وكتب أحد أبناء القرية:
"رحل الخال وتبعه ابن شقيقه في لحظة وفاء لا يقدرها إلا من عرف معنى الحب والقرابة.. اللهم اجمعهما في الجنة كما جمعتهما في الدنيا."
دروس إنسانية من الحادث.. الوفاء حتى آخر الأنفاس
لم يكن ما حدث في قرية الكلاحين الحاجر مجرّد واقعة وفاة مزدوجة، بل قصة وفاء إنساني نادرة تختصر معنى الترابط العائلي في أبهى صوره. فقد شاء القدر أن يرحل ابن الشقيقة في وداع خاله، كأن قلبه لم يحتمل الفراق، فسكت في لحظة جمعت بين الدعاء والموت والرحمة داخل بيتٍ من بيوت الله.
ويقول أحد الأهالي إن هذا المشهد علّم الجميع درسًا بليغًا في المحبة وصلة الرحم، مؤكّدًا أن الموت قد يكون في أحيانٍ كثيرة مرآةً للحياة نفسها، يكشف عن أن بعض العلاقات أقوى من الزمن والفناء.
وأضاف:"رحل الخال وتبعه ابن شقيقه، لكن بقي أثرهما الطيب في كل بيت من القرية، ليذكّرنا بأن من عاش بالحب مات على الوفاء."
وهكذا، تحوّل مشهد الحزن إلى رمزٍ إنساني خالد عن قوة القلوب حين يجمعها النقاء، وكيف يمكن للحياة أن تنتهي في لحظة تفيض بالرحمة، وكأنها رسالة من السماء بأن المحبة الصادقة لا تنقطع حتى بالموت.