توتر بين واشنطن وكراكاس.. ترامب يعطي الضوء الأخضر لوكالة الاستخبارات و”مادورو” يعلن خطة الدفاع النهائية

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعطاء الضوء الأخضر لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA) لشن عمليات سرية ضد كراكاس، بينما رد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بإعلان اكتمال خطة الدفاع الوطنية وإطلاق تدريبات عسكرية موسعة في مختلف أنحاء البلاد.
وجاء ذلك في ظل اتهامات أمريكية مباشرة لمادورو بالتورط في تهريب المخدرات وقيادة كارتيلات دولية، وهي التهم التي ينفيها بشدة الرئيس الفنزويلي، معتبرًا أنها ذريعة لتبرير التدخل الأمريكي في بلاده.
مادورو يعلن "اكتمال خطة الدفاع" ويطلق تدريبات الاستقلال 200
في تسجيل صوتي نُشر عبر تطبيق «تليغرام»، قال مادورو:
"اليوم، استكملنا جميع مناطق الدفاع المتكاملة في البلاد".
وأعلن عن بدء مناورات عسكرية جديدة تحمل اسم "الاستقلال 200"، يُنفَّذ معظمها ليلًا، بمشاركة الجيش والشرطة وقوات الدفاع المدني ومليشيات مدنية موالية للنظام.
وبثّ التلفزيون الرسمي الفنزويلي مشاهد لجنود يغادرون ثكناتهم ضمن أكبر تعبئة عسكرية تشهدها البلاد منذ سنوات، في ظل تزايد التوتر مع واشنطن.
الدبابير السوداء.. الحرس الكوبي يحمي مادورو في مخبأ سري
كشفت تقارير استخباراتية أمريكية أن مادورو يتحصن في مخبأ تحت الأرض محفور داخل تلة مطلة على قاعدة "فورت تيونا" العسكرية في العاصمة كراكاس، وتحيط به وحدة نخبة من القوات الخاصة الكوبية المعروفة باسم "الدبابير السوداء".
وأوضحت التقارير أن هذه الوحدة تتولى حماية الرئيس الفنزويلي من أي محاولة انقلاب أو استهداف جوي محتمل.
الجيش الأمريكي يستعد.. واحتمال انقلاب داخلي
بحسب صحيفة ذا صن البريطانية، تستعد القوات الأمريكية المنتشرة في منطقة الكاريبي لتنفيذ عمليات عسكرية محدودة تستهدف الإطاحة بمادورو.
وتراهن إدارة ترامب على أن استعراض القوة الأمريكية — من خلال المدمرات والغواصات النووية — قد يدفع كبار ضباط الجيش الفنزويلي إلى الانقلاب على مادورو مقابل مكافأة مالية تصل إلى 50 مليون دولار.
لكن الجنرال المنشق ماركو فيريرا يرى أن النظام مستعد لذلك، موضحًا أن مادورو زرع عناصر أمنية داخل الوحدات العسكرية تُعرف باسم "السيكاريوس" (القتلة المأجورين) لمراقبة أي تحركات مشبوهة وتنفيذ إعدامات فورية لقادة الجيش الذين يشك بولائهم.
ترسانة روسية ضخمة بيد النظام
يمتلك الجيش الفنزويلي ترسانة عسكرية روسية متطورة تشمل منظومات دفاع جوي S-300 وصواريخ بوك، وسربين من مقاتلات سو-30، وأكثر من 100 دبابة تي-72.
غير أن تقارير البنتاغون تشير إلى أن هذه القدرات لن تصمد أكثر من 8 ساعات أمام أي هجوم أمريكي شامل.
ورغم ذلك، يؤكد مادورو أن لديه القدرة على حشد مليون مقاتل شعبي من مليشيات موالية للنظام، فيما تشير تقديرات مستقلة إلى أن العدد الحقيقي لا يتجاوز عدة آلاف من مقاتلي "الكولكتيفوس" المدربين على حرب المدن.
حزب الله والعصابات الكولومبية في المشهد
تؤكد مصادر استخباراتية أن هناك تنسيقًا وثيقًا بين مليشيات الكولكتيفوس وتنظيم حزب الله اللبناني، الذي يُقدَّر وجود نحو ألف عنصر منه في جزيرة مارغريتا، إضافة إلى مئات آخرين قرب قواعد عسكرية في ماراكاي وفالنسيا.
وتشير التقارير إلى أن هؤلاء العناصر يديرون أنشطة مالية ولوجستية تحت غطاء شركات سياحية، ويُشرف اللبناني نصر الدين — المصنف أمريكيًا كقيادي في حزب الله — على تدريبات قتالية ودعاية معادية للولايات المتحدة وإسرائيل.
كما تنشط العصابات الكولومبية المسلحة، مثل فارك وجيش التحرير الوطني، في مناطق الحدود، حيث تتحكم في طرق تهريب الكوكايين وتتعاون مع مسؤولين محليين موالين للنظام.
صواريخ محمولة وطائرات انتحارية إيرانية
تمتلك فنزويلا نحو 6,000 قاذفة صواريخ محمولة من طراز إيغلا-S، قادرة على إسقاط المروحيات والطائرات المنخفضة.
كما طورت نسخًا محلية من الطائرات الإيرانية "شاهد-131" الانتحارية، ويُعتقد أن بعضها نُقل إلى خلايا حزب الله تحت إشراف مستشارين عسكريين إيرانيين.
فرص نجاح محدودة للعملية الأمريكية
يؤكد الدكتور إيفان إليس، خبير شؤون أميركا اللاتينية في كلية الحرب الأمريكية، أن احتمال نجاح أي عملية أمريكية لاعتقال مادورو لا يتجاوز 30%، مشيرًا إلى أن الحرس الكوبي المرافق له لن يسمح بسقوطه حيًا، وقد يسعى لتهريبه إلى البرازيل أو كولومبيا في حال تعرض العاصمة كراكاس لهجوم مباشر.