حماس وادمان السلطة في غزة
حماس تطرح هدنة لسنوات في غزة وتتمسك بالبقاء خلال انتقال السلطة !!

كشف القيادي في حركة حماس، محمد نزال، عن استعداد الحركة لقبول هدنة تمتد من 3 إلى 5 سنوات لإعادة إعمار غزة، مؤكدًا أن بقاء الحركة ضروري لحماية المساعدات الإنسانية وضمان الأمن خلال مرحلة انتقال السلطة.
حماس تلوّح بهدنة طويلة في غزة
في تصريحات جديدة لوكالة “رويترز”، أعلن محمد نزال، القيادي البارز في حركة حماس، أن الحركة مستعدة لهدنة تمتد من ثلاث إلى خمس سنوات، بهدف السماح بإعادة إعمار قطاع غزة الذي يعاني من دمار واسع بعد الحرب الأخيرة.
وأوضح نزال أن الهدف من هذه الهدنة ليس التمهيد لجولة جديدة من القتال، بل توفير مناخ مستقر يساعد على إعادة بناء البنية التحتية وتخفيف معاناة السكان، مشيرًا إلى أن “وجود حماس ضروري في المرحلة المقبلة لحماية شحنات المساعدات الإنسانية من اللصوص والعصابات المسلحة”.
“السلاح ليس شأنًا حمساويًا فقط”
وفي رده على سؤال حول احتمال تخلي حماس عن سلاحها في حال تولّت السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، قال نزال:
“لا أستطيع أن أجيب بنعم أو لا، فموضوع السلاح قضية وطنية عامة لا تخص حماس وحدها، فهناك فصائل أخرى فاعلة على الأرض تمتلك السلاح أيضًا”.
وأضاف أن ملف السلاح يخضع لتفاهم وطني شامل، مؤكدًا أن أي ترتيبات تتعلق بالأمن يجب أن تكون ضمن اتفاق فلسطيني–فلسطيني يضمن توازن القوى ويحافظ على المقاومة كجزء من الهوية الوطنية.
حماس والسلطة.. معادلة الانتقال الصعبة
وأشار نزال إلى أن حماس لن تغادر المشهد في غزة خلال مرحلة انتقال السلطة، مؤكدًا أن الحركة ستكون “موجودة” في المنطقة حتى انتهاء الانتخابات الفلسطينية التي ستحدد شكل الحكم الجديد في القطاع.
ويأتي هذا التصريح في وقت تتزايد فيه الضغوط الإقليمية والدولية لدفع حماس نحو قبول ترتيبات جديدة لإدارة القطاع، وسط مساعٍ مصرية وقطرية للتوصل إلى اتفاق شامل يضمن وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار بالتوازي مع ترتيبات سياسية أوسع.
“إدمان السلطة” وواقع ما بعد الحرب
يرى محللون أن حديث حماس عن هدنة طويلة الأمد يعكس تحولًا براغماتيًا في خطابها السياسي، لكنه في الوقت ذاته يكشف عن رغبة واضحة في البقاء داخل منظومة الحكم حتى في حال تشكيل إدارة فلسطينية جديدة.
ويصف بعض المراقبين هذا الموقف بأنه نوع من “إدمان السلطة”، حيث تحاول الحركة الحفاظ على موقعها ونفوذها الأمني والسياسي في غزة، حتى خلال المراحل الانتقالية التي قد تتولاها جهات أخرى.
ويضيف الخبراء أن حماس تسعى عبر هذه الاستراتيجية إلى الحفاظ على شرعيتها الميدانية وضمان دورها في أي اتفاق مستقبلي، مع تجنب الصدام المباشر مع القوى الدولية المطالبة بنزع سلاح الفصائل.
نحو أي مستقبل تتجه غزة؟
يبقى السؤال المطروح الآن: هل يمكن أن تنجح هدنة مدتها خمس سنوات في إعادة إعمار غزة وتهيئة الأجواء لانتخابات نزيهة؟
بينما يراها البعض فرصة لإعادة الاستقرار، يعتبر آخرون أنها محاولة لشراء الوقت في ظل استمرار الانقسام الفلسطيني وصعوبة التوصل إلى صيغة توافق وطني حقيقية.