غزة.. بدء تنفيذ عملية تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس وفق خطة ترامب وسط إشراف مصري ودولي

بدأت في هذه الأثناء عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، تنفيذًا للاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية وقطرية، ووفقًا لـ خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتشهد العملية مشاركة واسعة من الصليب الأحمر الدولي، وتواجدًا ميدانيًا مكثفًا لقوات الأمن المصرية والفصائل الفلسطينية على الأرض.
تفاصيل العملية لحظة بلحظة
مع ساعات الصباح الأولى، بدأت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تسليم الدفعة الأولى من الأسرى الإسرائيليين إلى وفد الصليب الأحمر في جنوب قطاع غزة، تمهيدًا لنقلهم إلى إسرائيل عبر معبر ريعيم، حيث تم استقبالهم من قبل الجيش الإسرائيلي وسط إجراءات أمنية مشددة.
في المقابل، أطلقت السلطات الإسرائيلية سراح المئات من الأسرى الفلسطينيين ضمن المرحلة الأولى من الصفقة، وبدأت الحافلات التي تقلهم بالتحرك من سجون النقب وكتسيعوت باتجاه نقاط التجمع في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن 1966 أسيرًا فلسطينيًا ينتظرون الإفراج عنهم في المراحل التالية من العملية.
إشراف مصري وتحركات ميدانية
أكدت مصادر ميدانية دخول وفد من جهاز المخابرات العامة المصرية إلى قطاع غزة للإشراف على تنفيذ عملية التبادل والتأكد من التزام الأطراف ببنود الاتفاق. كما وصل الوفد إلى سجن كتسيعوت الإسرائيلي لمتابعة إجراءات الإفراج من الجانب الآخر، في وقت أكدت فيه القاهرة استمرارها في دورها المحوري لضمان تنفيذ الاتفاق بشكل آمن وإنساني.
ردود فعل رسمية ودولية
رحبت الحكومة الإسرائيلية بعودة أول دفعة من الأسرى الإسرائيليين، مؤكدة في بيان رسمي أنها ملتزمة باستعادة جميع المتبقين منهم، فيما صرّحت القناة 13 الإسرائيلية بأن “جميع الأسرى الأحياء باتوا أحرارًا” بعد تسلّم دفعات إضافية من الصليب الأحمر.
من جهته، كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سجل الضيوف بالكنيست الإسرائيلي:
“اليوم نضع نهاية للحرب في غزة، ونفتح صفحة جديدة من السلام الذي سيعيد الأمن لإسرائيل والكرامة للفلسطينيين.”
كما أكد ترامب في مؤتمر صحفي عقب وصوله إلى تل أبيب أن الحرب في غزة انتهت رسميًا، مشيدًا بالدور المصري في إنجاح المفاوضات التي قادت إلى تنفيذ الصفقة.
مشاهد إنسانية مؤثرة من غزة
في مشهد إنساني مؤثر، أظهر فيديو متداول على وسائل الإعلام الإسرائيلية عنصرًا من كتائب القسام يرافق أحد الأسرى الإسرائيليين خلال اتصال فيديو مباشر مع والدته قبل تسليمه إلى الصليب الأحمر، في إشارة رمزية إلى بداية مرحلة جديدة من الهدوء الإنساني بعد شهور طويلة من الحرب.
وفي المقابل، بدأت غزة استعداداتها لاستقبال الأسرى الفلسطينيين المحررين في ظل إمكانات متواضعة بعد الحرب، حيث أعلنت وزارة الداخلية في القطاع عن تخصيص 7000 موظف حكومي لتنظيم عملية الاستقبال وتوفير الرعاية اللازمة للمفرج عنهم.
نحو إنهاء الحرب وبدء مرحلة جديدة
تؤكد التطورات الميدانية والسياسية أن عملية التبادل تمثل نقطة تحول في مسار الحرب على غزة، وتمهّد لمرحلة جديدة من التهدئة والجهود السياسية التي تقودها مصر والولايات المتحدة، وسط ترقب دولي حذر لما ستسفر عنه المرحلة الثانية من صفقة "طوفان الأحرار" التي تشمل الإفراج عن 20 أسيرًا إسرائيليًا إضافيًا مقابل دفعات جديدة من الأسرى الفلسطينيين.