نرمين نبيل تكتب : غزة بين مطرقة الاحتلال وسيف حماس.. من الضحية إلى ساحة تصفية داخلية

الأحداث الأخيرة في قطاع غزة لم تعد مجرد صراع سياسي أو أمني، بل تحوّلت إلى حملة إبادة داخلية ضد المدنيين الفلسطينيين. حركة حماس لم تعد تكتفي بمحاربة خصومها الخارجيين، بل أصبحت تقتل المخالفين في الشوارع وتنفذ مجازر لا تنتهي تحت ذرائع واتهامات واهية بالخيانة أو التعاون مع إسرائيل.
الغريب أن حماس نفسها، التي تدّعي مقاومة الاحتلال، هي أول خائن لشعبها، وذراع إسرائيل الأول في القطاع، حيث يشكّل تمويلها وتحركاتها جزءًا من اللعبة الإسرائيلية الكبرى ضد الفلسطينيين.
صالح الجعفراوي.. قُتل برصاص حماس لا برصاص الاحتلال
من أبرز ضحايا هذه السياسات، الصحفي والناشط الإعلامي صالح الجعفراوي، الذي قُتل برصاص حماس أثناء تغطيته للاشتباكات في حي الصبرة، وليس برصاص الاحتلال.
الجعفراوي كان رمزًا للحرية الإعلامية، لكنه لم يكن بمنأى عن عنف الحركة الداخلية، ودفع حياته ثمنًا لقول الحقيقة.
"من داخل غزة، العدو لم يعد فقط من الخارج... بل من يتحدث باسم المقاومة أصبح يطلق النار على أبناء وطنه."
مجازر بلا مبرر.. ورعب يخيّم على الشوارع
حوادث مقتل العائلات بالكامل، مثل عائلة دغمش في الصبرة وعائلة المجايدة في خان يونس، اشبه بافلام الرعب و تؤكد أن حماس أصبحت أكثر خطورة على شعبها من أي قوة خارجية. هذه الأعمال الوحشية تهدم كل شعور بالوحدة الوطنية، وتزرع الرعب في صفوف المدنيين العزّل
نزع سلاح حماس... مطلب شعبي ودولي
الوضع الحالي جعل نزع السلاح من حماس مطلبًا شعبيًا داخل غزة ..حماس لم تعد حركة مقاومة، بل تحوّلت إلى كيان مسلح منفلت، يمثل خطرًا مباشرًا على حياة الفلسطينيين.
كما أصبح من الضروري تدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل لتشكيل قوات أمن محايدة تقوم بحماية الأرواح داخل غزة وضمان سلامة المدنيين، مع التأكيد على نزع السلاح من حماس كخطوة أولى لوقف دوامة العنف.
بروفة صغيرة لكارثة أكبر
وما يحدث الآن ليس سوى بروفة صغيرة لما سيكون عليه حال غزة إذا استلمت حماس السلطة فعليًا.
المشهد الحالي يكشف بوضوح ما ينتظر القطاع من فوضى، دماء، وقمع شامل، لذلك يجب منع هذا السيناريو بأي ثمن.
تسليم السلطة لحماس يعني ببساطة تسليم غزة إلى الجحيم.
غزة بين حصارين
تعيش غزة اليوم بين حصارين قاتلين: حصار الاحتلال من الخارج، وحصار القمع الداخلي من الداخل.
ولم يعد نزع سلاح حماس خيارًا سياسيًا، بل ضرورة إنسانية عاجلة لإنقاذ ما تبقى من حياة في هذا القطاع المنكوب، ومنع تكرار مأساة صالح الجعفراوي وغيره من الأبرياء الذين دفعوا أرواحهم ثمنًا لقول الحقيقة.