إسرائيل تهدّد حماس بعقوبات في حال عرقلة إعادة جثامين الأسرى.. حفريات ميدانية وأوامر بإغلاق مناطق الإعمار في غزة

وجّهت إسرائيل تهديدًا صريحًا إلى حركة حماس، محمّلة إياها المسؤولية الكاملة عن أي تأخير أو عرقلة لعملية إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين.
ووفقًا لما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن تل أبيب تستعد لاتخاذ سلسلة من الإجراءات العقابية تشمل تجميد مشاريع إعادة الإعمار، ومنع إدخال الكرفانات والمعدات المدنية وعرقلة تشغيل المخابز والمنشآت الحيوية في حال اشتبهت بأن حماس تحتفظ بجثث الأسرى أو تخفيها عمدًا كورقة ضغط سياسية.
تفاصيل التهديد الإسرائيلي:
التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن عددًا من جثامين الأسرى قد يكون مدفونًا في مناطق متعددة داخل غزة، بعضها ما يزال تحت الأنقاض منذ المعارك الأخيرة.
وأكدت المصادر أن إسرائيل ستتخذ خطوات ميدانية محددة تشمل تنفيذ حفريات في المواقع المشتبه بها، وإصدار أوامر إغلاق فوري للمناطق التي يُحتمل أن تكون مواقع دفن مؤقتة، مما سيؤدي إلى وقف أعمال البناء وإعادة الإعمار مؤقتًا إلى حين انتهاء عمليات البحث.
ووفق التقرير، فإن إسرائيل أعدّت قائمة مفصّلة بالمواقع التي يُحتمل وجود جثامين فيها، وسيتم تزويد فرق البحث والمراقبين الدوليين بالإحداثيات الدقيقة لبدء عمليات الحفر خلال الأيام المقبلة.
مشاركة قوة مهام دولية:
كشفت يديعوت أحرونوت أن قوة مهام دولية خاصة ستشارك في عمليات البحث عن الجثث داخل القطاع، حيث ستعمل بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي وتحت إشراف مباشر من جهات أممية لضمان شفافية العملية.
وستُجرى حفريات مستهدفة في مناطق محددة، بينما ستظل مناطق أخرى مغلقة بالكامل أمام المدنيين أو مشاريع الإعمار إلى حين انتهاء الحفريات.
أبعاد إنسانية واقتصادية للأزمة:
التهديدات الإسرائيلية تضع عملية إعادة الإعمار في غزة على المحك من جديد، حيث يعتمد مئات الآلاف من السكان على دخول مواد البناء والكرفانات لتأمين المأوى بعد الدمار الذي خلّفته الحرب.
وتخشى منظمات إنسانية من أن تؤدي هذه الإجراءات إلى تفاقم الأزمة الإنسانية داخل القطاع، خصوصًا مع استمرار نقص الإمدادات الغذائية والطبية، وإغلاق المعابر في وجه المساعدات.
كما حذّرت جهات حقوقية من أن تنفيذ عمليات الحفر قد يُثير قضايا قانونية وإنسانية، خصوصًا في حال اكتشاف مقابر جماعية أو مواقع دفن مدنية، وهو ما يستدعي رقابة أممية ودولية مشددة لضمان احترام القوانين الإنسانية.
خلفية سياسية متوترة:
يأتي هذا التطور في وقت حساس للغاية تشهد فيه مفاوضات التهدئة جمودًا واضحًا بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية وقطرية، وسط تبادل الاتهامات بعرقلة تنفيذ بنود الاتفاقات السابقة الخاصة بالأسرى والمساعدات الإنسانية.
ويرى محللون أن إسرائيل تحاول من خلال هذه التهديدات ممارسة ضغط سياسي على حماس، في حين تصف الحركة تلك الإجراءات بأنها ابتزاز إنساني واستغلال لمعاناة المدنيين في القطاع.
نقطة اشتعال جديدة بين إسرائيل وحماس
يبدو أن ملف إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين قد يتحول إلى نقطة اشتعال جديدة بين إسرائيل وحماس، خاصة مع الربط المباشر بينه وبين إعادة إعمار غزة.
وفي ظل استمرار التوتر الميداني والضغوط الاقتصادية، تتجه الأنظار إلى موقف الوسطاء الدوليين وما إذا كانوا سيتمكنون من تفادي أزمة إنسانية جديدة قد تعمّق جراح القطاع المنهك.