حظر جوي وإجراءات أمنية غير مسبوقة في أوسلو قبل مباراة النرويج وإسرائيل بتصفيات كأس العالم 2026

تشهد العاصمة النرويجية أوسلو اليوم السبت حالة استنفار أمني غير مسبوقة مع اقتراب موعد المباراة المرتقبة بين منتخبي النرويج وإسرائيل ضمن منافسات تصفيات كأس العالم 2026، والتي ستُقام على ملعب أوليفال في تمام الساعة السابعة مساء بتوقيت القاهرة (الثامنة بتوقيت السعودية، والتاسعة بتوقيت الإمارات).
وبحسب صحيفة The Guardian البريطانية، فإن المباراة ستكون أكثر الفعاليات الرياضية تأمينًا في النرويج منذ دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 1994، في ظل التوترات السياسية والشعبية التي تحيط بالمواجهة.
حظر جوي فوق ملعب المباراة ومظاهرات ضخمة في أوسلو
كشفت الصحيفة أن السلطات النرويجية فرضت منطقة حظر جوي فوق استاد أوليفال، كما نُشرت قوات أمنية إضافية حول الملعب وداخل العاصمة لتأمين الحدث ومنع أي أعمال شغب محتملة.
ومن المتوقع أن يتجه آلاف المحتجين في مسيرة سلمية من وسط أوسلو إلى منطقة قريبة من الملعب، استجابة لدعوة اللجنة الفلسطينية في النرويج التي نظّمت مظاهرة تحت شعار "بطاقة حمراء لإسرائيل"، للمطالبة بمنع المنتخب الإسرائيلي من المشاركة في المنافسات الدولية بسبب ما وصفوه بـ"الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في غزة".
كما أُبلغت السلطات بوجود دعوات مجهولة المصدر عبر ملصقات في المدينة تدعو إلى التظاهر تحت شعار "أوقفوا المباراة الوطنية"، ما دفع قوات الأمن إلى رفع حالة التأهب منذ أسابيع والتنسيق مع الشرطة الدولية والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا).
الاتحاد النرويجي يعلن موقفًا واضحًا ضد مشاركة إسرائيل
أوضحت The Guardian أن الاتحاد النرويجي لكرة القدم اتخذ موقفًا علنيًا يدعو إلى استبعاد إسرائيل من جميع المنافسات الرياضية الدولية، وهو موقف تبنّته رئيسة الاتحاد ليز كلافينيس بشكل صريح في تصريحاتها الأخيرة، معتبرة أن "الرياضة لا يمكن أن تنفصل عن القيم الإنسانية".
هذا الموقف، بحسب الصحيفة، زاد من توتر العلاقات الرياضية بين أوسلو وتل أبيب، وأدى إلى انتقادات من الاتحاد الإسرائيلي الذي اتهم نظيره النرويجي بـ"تسييس الرياضة واستغلال المباريات لنشر مواقف سياسية".
غضب في إسرائيل بعد تخصيص عائدات المباراة لدعم غزة
في خطوة رمزية تحمل دلالة إنسانية، أعلن الاتحاد النرويجي لكرة القدم أن عائدات المباراة ستُخصّص لصالح منظمة "أطباء بلا حدود" لدعم عملها في قطاع غزة، وهو القرار الذي أثار غضب الاتحاد الإسرائيلي، واعتبره "تصرفًا سياسيًا يحمل انحيازًا واضحًا ضد إسرائيل".
مباراة كرة القدم تتحول إلى حدث سياسي
بهذه التطورات، تتحول مباراة النرويج وإسرائيل من مجرد مواجهة رياضية إلى حدث سياسي وأمني من الطراز الأول، يعكس حجم الغضب الشعبي الأوروبي من استمرار الحرب في غزة، ويعيد طرح سؤال طالما تكرر في الأوساط الرياضية:
هل يمكن فصل السياسة عن الرياضة في زمن الصراعات الكبرى؟