سعيد محمد أحمد :سوريا والأكراد .. حلقة جديدة من مخطط التفتيت والتقسيم

لا تزال سلطة الأمرالواقع بقيادة الأرهابى أبو محمد الجولانى زعيم تنظيم "هيئة تحريرالشام"، والرئيس المؤقت لسوريا بقرار أمريكى اسرائيلى، تمارس إنتهاكاتها بحق كافة الأقليات التى تعيش على الأرض السورية منذ ألاف السنين أملا منها فى الضغط على تلك الأقليات لتفتيت المجتمع السورى وتقسيمة، وفق هوى وأحلام الجولاني بإقامة الدولة الدينية السنية من منظورهم الجهادى التكفيرى على أنقاض مذابحهم للطائفة العلوية والدرزية، وليستكملوا مخططهم باتجاه شرق الفرات ضد اكراد سوريا من قوات سوريا الديمقراطية الوطنية، والتى تشكل وبحق حائط صد منيع والعمود الفقرى التى حافظت على سوريا حتى اللحظة ولولاها لذهبت سوريا بالكامل طعما سهلا للارهاب .
الجولاني وسلطة الأمر الواقع.. مشروع تفتيت جديد
فعلى مدى الأيام القليلة الماضية شهدت العديد من المناطق السورية وتحديدا فى محيط محافظة حلب حلقة من حلقات الصراع والأقتتال الداخلى ما بين عناصر الجولاني، بحشد قواته العسكرية بمختلف الأليات فى محاولة لفرض سيطرته ونفوذه على مناطق الأكراد فى الأشرفية والشيخ مقصود والتى تتمتع بحماية كاملة من قوات سوريا الديمقراطية " قسد"، فى شرق الفرات وبحماية دولية أيضا وفقا لاتفاق 1 نيسان " ابريل "،واعتبار اى تهديد لتلك المناطق يشكل تهديدا للتحالف الدولى
تصعيد جديد في حلب.. الجولاني يوجّه أنظاره نحو الأكراد
المؤكد ان تلك الفزعات الصادرة عن عصابة الجولانى وتهديد عناصرها وقياداتها بسحق جماعة اكراد سوريا مجرد أوهاما وليس مثلما فعلوا مع العلويين والدروز بل كانت مجرد بالونات هواء فارغة كشفت حجم التعتيم والضلال الاعلامى فى تغطية وتضخيم بعض الفضائيات العربية الموالية للحدث بشكل حيادى وموضوعى وعلى خلاف الحقيقة متجاهلين ما يجرى على الأرض السورية وتحولها بالفعل إلى ولاية معممة بالسواد " قندرها"، وناهيك عن المسرحية العبثية التى اجريت بها انتخابات مجلس الشعب السورى بلا ناخبين وأن المعين هو من يختار الشعب وفق منطق من يحرر يقرر.
إعلام مضلل وتعتيم ممنهج
وتبقى قوات سوريا الديمقراطية " قسد "، والمدعومة امريكيا ودوليا بوصفها القوة العسكرية المنضبطة التى تشكل رمانة الميزان فى البعد الاستراتيجى للمنطقة وتملك قدرا كبيرا من السيطرة والحكمة فى تعاملها مع الأفعال الصغيرة كما انها خارج أية متاجرات لحظية بين الرئيس ترامب وعصابة الجولاني التى تدرك جيدا أنها لاقبل لها بقوات سوريا الديمقراطية التى أصبحت اليوم قبلة اكراد العراق وتركيا وايران وسوريا فى قوة لايستهان بها .
واشنطن واللاعبون الإقليميون.. ازدواجية في التعاطي
ويرى العديد من المراقبين بأن الجميع يعلم وعلى رأسهم الأدارة الأمريكية أن لا أوراق لدى سلطة الجولانى المؤقتة الذى أمهل لفترة أخرى لتحقيق وتنفيذ الشروط الامريكية باقامة دولة سورية تتسع لجميع الطوائف إلا انه تبين ان لايملك سوى التدليس والكذب والتسويق له عبر ذبابه الالكترونى فى محاولات فاشلة لتعويمة أو تلميعة قناعه منها بأنه لن يستمر طويلا.
كما يرى المراقبين أيضا ان قوات "قسد" اليوم باتت قوة اقليمية لا يستهان بها وبما يشكل أمرا يصعب على صغار جماعة وعصابة الجولانى من اعلامى الصدفة المؤقتة أن تفهم او تتفهم حقيقة الوضع السياسي والعسكرى الحالي لقوات "قسد"، وصمودها فى مواجهة تركيا بكل قوتها وجيشها وعلى مدى عقد كامل من الزمن التى فشلت فى إحراز اى تقدم عسكرى ضد قوات سوريا الديمقراطية.
والمؤكد ان الخروج بسوريا من ذلك النفق الأسود لن يتأتى إلا بتحالفات "الأكراد والعلويين والدروز وكل الاقليات ومعهم سنة أهل الاعتدال والوسطية " كبديل للنهوض بسوريا الجديدة الموحدة من أبنائها الوطنيين المخلصين لقيام سوريا موحدة تسع وتتسع لجميع المكونات وتحت علم ونشيد واحد فى دولة مواطنة دون تمييز عرقي أو طائفي أو مذهبي وشعارها قبول الآخر، فى دولة مدنية شعارها وشريعتها " الدين لله والوطن للجميع ".