محافظ الإسكندرية يبحث مع المدير الإقليمي لليونسكو سبل حماية المناطق الأثرية

في إطار الجهود المستمرة لتعزيز التعاون الدولي في مجال حماية التراث الإنساني والحفاظ على الهوية الحضارية لمدينة الإسكندرية، استقبل الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، اليوم الثلاثاء، الدكتورة نوريا سانز، مدير مكتب منظمة اليونسكو الإقليمي بالقاهرة، والوفد المرافق لها، وذلك لبحث سبل دعم التعاون المشترك بين المحافظة والمنظمة الدولية في مجالات حماية المناطق الأثرية والتنمية المستدامة.
محافظ الإسكندرية يرحب بوفد اليونسكو ويشيد بفوز الدكتور خالد العناني
استهل المحافظ اللقاء بترحيبٍ حار بالدكتورة نوريا سانز وفريق عمل اليونسكو، معربًا عن سعادته البالغة بالفوز الكبير للدكتور خالد العناني في انتخابات المجلس التنفيذي لليونسكو، معتبرًا أن هذا الإنجاز يمثل تتويجًا للدبلوماسية المصرية الناجحة التي أدارت ملف الترشيح باحترافية وكفاءة عالية.
وأكد المحافظ أن فوز العناني يعكس المكانة الحضارية لمصر ودورها الرائد في حماية التراث الإنساني، مشيرًا إلى أن هذا الحدث يفتح آفاقًا جديدة للتعاون المثمر بين مصر والمنظمة خلال المرحلة المقبلة، بما يخدم قضايا التراث والثقافة والتنمية المستدامة.
إشادة من اليونسكو بجهود مصر في حماية التراث
من جانبها، أعربت الدكتورة نوريا سانز عن تقدير المنظمة الدولية لمكانة مصر العالمية، مؤكدة ثقة اليونسكو في قدرة الدكتور خالد العناني على قيادة المنظمة نحو تعزيز رسالتها في صون التراث الثقافي وتفعيل الحوار الحضاري بين الشعوب.
وأشادت سانز بما تبذله الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، من جهود مخلصة لحماية التراث الإنساني، مشيرة إلى أن الإسكندرية تُعد من أهم المدن التاريخية في العالم بما تحتويه من معالم تعود إلى عصور مختلفة تشهد على عبقرية الإنسان المصري.
استعراض ملف الإسكندرية التراثي والمشروعات البيئية المستدامة
وخلال اللقاء، قدمت محافظة الإسكندرية ملفًا متكاملًا حول القيمة التاريخية والثقافية للمدينة، موضحًا الجهود التي نفذتها الدولة مؤخرًا للحفاظ على طابعها الأثري المميز، بما في ذلك مشروعات حماية الشواطئ وخفض منسوب المياه الجوفية حول المواقع الأثرية، بالإضافة إلى مبادرات التنمية المستدامة التي تهدف إلى الحفاظ على هوية المدينة التاريخية في مواجهة تحديات التغير المناخي.
إنجاز مصري برفع «أبو مينا الأثرية» من قائمة التراث المعرّض للخطر
كما استعرضت مدير مكتب اليونسكو بالقاهرة نتائج التعاون بين المنظمة ومصر في منطقة أبو مينا الأثرية، التي تم إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي عام 1979.
وأعلنت أن المنظمة رفعت الموقع رسميًا من قائمة التراث المعرّض للخطر في 9 يوليو 2025، تقديرًا لجهود مصر الكبيرة في ترميم العناصر المعمارية وخفض المياه الجوفية بالموقع، بما يتوافق مع المعايير الدولية لحماية التراث الثقافي.
بحث التعاون المستقبلي لتطوير المواقع الأثرية بالإسكندرية
ناقش الطرفان خلال الاجتماع آليات التعاون المستقبلية بين محافظة الإسكندرية ومنظمة اليونسكو، خاصة في مجالات صون وتطوير المواقع الأثرية ذات القيمة العالية، مثل عمود السواري، ومقابر كوم الشقافة، والمسرح الروماني، وشارع النبي دانيال، بالإضافة إلى مناطق مينا البصل وكفر عشري التي تزخر بالعديد من المعالم التاريخية التي تعكس العمق الحضاري للمدينة.
حضور أكاديمي ومؤسسي لدعم التعاون العلمي والثقافي
شارك في اللقاء كل من الأستاذ الدكتور عمرو عدلي، رئيس الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، والأستاذة الدكتورة أميرة سمبل، عميد كلية الصيدلة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، وسالي الديب، ممثل مركز استشارات التراث، حيث أكدوا جميعًا أهمية التكامل بين البحث العلمي والمؤسسات الثقافية في دعم جهود الدولة للحفاظ على التراث التاريخي والمعماري للإسكندرية.
نحو شراكة مستدامة مع اليونسكو
واختتم اللقاء بتأكيد الجانبين على أهمية استمرار التعاون الوثيق بين الإسكندرية ومنظمة اليونسكو، من خلال وضع خطة عمل مشتركة لتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التراث، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في توثيق وترويج المواقع الأثرية عالميًا، بما يجعل الإسكندرية نموذجًا رائدًا في الحفاظ على الهوية الثقافية والتنمية المستدامة في المنطقة العربية.