80% من دول العالم تعترف بدولة فلسطين وتل أبيب في حالة ارتباك

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن ما يقارب 80 بالمئة من دول العالم اعترفت رسميًا بدولة فلسطين، وهو ما أثار استياءً واسعًا في الأوساط السياسية الإسرائيلية. وبينما يطالب وزراء متشددون برد فوري عبر ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اختار التريث وعدم الرد العاجل، مؤكدًا أن الخطوات الإسرائيلية ستُعلن بعد عودته من الولايات المتحدة.
الاعترافات الدولية المتصاعدة
-
الأحد، أعلنت كل من بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال اعترافها بدولة فلسطين.
-
الاثنين، انضمت لوكسمبورغ وبلجيكا وأندورا وفرنسا ومالطا وموناكو، ليرتفع العدد إلى 158 دولة من أصل 193 عضوًا بالأمم المتحدة.
-
هذه الاعترافات تأتي امتدادًا لمسار بدأ منذ إعلان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قيام دولة فلسطين من الجزائر عام 1988.
الموقف الإسرائيلي
-
صحيفة يديعوت أحرونوت رأت أن هذه الاعترافات "رمزية بالدرجة الأولى"، مرجحة ألا تُسارع الدول المعترِفة مثل فرنسا أو بريطانيا لافتتاح سفارات في الأراضي الفلسطينية قريبًا.
-
إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي، وبتسلئيل سموتريتش وزير المالية، دعوا إلى ضم أراضٍ في الضفة الغربية كخطوة ردعية.
-
نتنياهو رفض الاستعجال، قائلاً في كلمة مصورة: "سيأتي الرد بعد عودتي من الولايات المتحدة، سننتظر".
-
من المقرر أن يغادر نتنياهو إلى نيويورك لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة يوم الجمعة، على أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين في البيت الأبيض.
البعد الدولي
-
الصحيفة ذكرت أن فلسطين لن تتمتع بعضوية كاملة في الأمم المتحدة إلا بتصويت 9 أعضاء على الأقل في مجلس الأمن، شرط ألا يتم استخدام الفيتو من أي عضو دائم.
-
التقديرات تشير إلى أن الولايات المتحدة ستستخدم الفيتو إذا تم طرح مشروع منح العضوية الكاملة.
-
ترامب نفسه عبّر عن رفضه الشديد للاعترافات المتزايدة بدولة فلسطين، واعتبرها تهديدًا لمصالح إسرائيل.
الحرب في غزة وسياق الاعترافات
تزامنت هذه الموجة من الاعترافات مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي أسفرت حتى الآن عن:
-
65,344 شهيدًا، معظمهم من الأطفال والنساء.
-
166,795 جريحًا.
-
442 وفاة بسبب المجاعة، بينهم 147 طفلًا.
هذه الأرقام المروعة جعلت كثيرًا من الدول الغربية تعيد النظر في مواقفها، لتعلن اعترافها بدولة فلسطين كخطوة سياسية وأخلاقية في مواجهة ما تصفه بـ"المأساة الإنسانية".
إسرائيل في عزلة دبلوماسية غير مسبوقة
الاعتراف الدولي بدولة فلسطين يضع إسرائيل أمام عزلة دبلوماسية غير مسبوقة، فيما يحاول نتنياهو كسب الوقت قبل إعلان موقف حاسم، في ظل ضغوط داخلية من وزراء متشددين وضغوط خارجية من إدارة ترامب. ويبقى السؤال: هل ستدفع هذه الاعترافات المجتمع الدولي لخطوات عملية، أم ستظل مجرد رمزية سياسية؟