الموت يقترب من غرف المرضى.. الإغاثة الطبية بغزة تحذر من كارثة بسبب نقص الوقود

أطلق محمد أبو عفش، مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، جرس إنذار جديد بشأن الأوضاع الصحية المتدهورة داخل المستشفيات، محذرًا من كارثة صحية وشيكة نتيجة النقص الحاد في الوقود والمستلزمات الطبية. وأوضح أن المعاناة مستمرة منذ أكثر من 14 يومًا مع منع الاحتلال الإسرائيلي دخول أي مواد إغاثية أو محروقات، ما أدى إلى شلل شبه كامل في القطاع الصحي.
انهيار المنظومة الطبية
وأشار أبو عفش في مداخلة مع قناة القاهرة الإخبارية إلى أن الوضع الصحي في غزة أصبح "خطيرًا للغاية"، حيث تتزايد أعداد المصابين والجرحى يوميًا نتيجة القصف الإسرائيلي، فيما تقف المستشفيات عاجزة عن تقديم العلاج مع اقتراب نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية.
وأضاف أن أغلب المستشفيات خرجت عن الخدمة بسبب توقف الأجهزة الحيوية، فيما البقية تعمل بأقل من نصف طاقتها، مما ينذر بانهيار كامل للمنظومة الصحية في أي لحظة.
معاناة غير مسبوقة داخل مستشفى الشفاء
ولفت مدير جمعية الإغاثة الطبية إلى الأوضاع المأساوية في مستشفى الشفاء أكبر مستشفيات القطاع، حيث يعاني الطاقم الطبي من تكدس أعداد هائلة من الجرحى والمصابين دون توفر مستلزمات جراحية أو أدوية أساسية. وأكد أن الأطباء يعملون في ظروف شبه مستحيلة لإنقاذ الأرواح وسط انقطاع الكهرباء بشكل متكرر وتوقف أغلب الأجهزة.
وزارة الصحة: العد التنازلي بدأ
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن المستشفيات لن تتمكن من الاستمرار سوى لأيام قليلة فقط إذا لم يتم إدخال الوقود بشكل عاجل، مؤكدة أن توقف المولدات الكهربائية سيؤدي إلى توقف أقسام العناية المركزة والحضّانات وغرف العمليات، وهو ما يعرض حياة آلاف المرضى والجرحى للخطر المباشر.
أبعاد إنسانية وسياسية
تأتي هذه التحذيرات في وقت يواجه فيه القطاع حصارًا مشددًا، حيث تمنع إسرائيل دخول الأدوية والمستلزمات الطبية والمحروقات، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بصورة غير مسبوقة. ويؤكد مراقبون أن المنع المتعمد لإدخال الوقود يعد سياسة تهدف إلى الضغط على المدنيين وتجويعهم، وسط مطالبات دولية متزايدة بضرورة التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات وضمان إدخال المساعدات الإنسانية.
دعوات للتحرك الدولي
وطالب أبو عفش والمؤسسات الصحية في غزة المجتمع الدولي بضرورة التدخل الفوري لتأمين وصول الوقود والمستلزمات الطبية، وإنقاذ آلاف الأرواح المهددة، محذرًا من أن استمرار هذا الوضع يعني الدخول في كارثة إنسانية غير مسبوقة ستطال تبعاتها الأطفال والنساء والمرضى المزمنين بالدرجة الأولى.