قطاع غزة.. الجيش الإسرائيلي يطالب بإخلاء ”المستشفى الأردني” ووزارة الصحة تحذر من انهيار المنظومة الصحية

في تصعيد جديد ضد القطاع الصحي في غزة، أصدر الجيش الإسرائيلي مساء الاثنين تعليمات بإخلاء المستشفى الأردني في تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة بشكل فوري، ومغادرة جميع العاملين والمرضى للمكان، ما اعتبرته وزارة الصحة في غزة تهديدًا مباشرًا لحياة مئات المرضى والمصابين الذين يعتمدون على المستشفى كملاذ أخير.
استهداف ممنهج للمرافق الصحية
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان رسمي، أن مستشفى الرنتيسي للأطفال ومستشفى العيون خرجا عن الخدمة نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لمحيط المستشفيات، ما أدى إلى توقف العمل بشكل كامل، إلى جانب تدمير مركز صحي الإغاثة الطبية في مدينة غزة.
وأكدت الوزارة أن ما يجري هو جزء من سياسة إسرائيلية ممنهجة لضرب منظومة الخدمات الصحية في القطاع، ووصفت الأمر بأنه "سياسة إبادة جماعية تستهدف المدنيين العزل عبر تدمير مقومات الحياة الأساسية".
طرق مدمرة والمرضى في خطر
أوضحت وزارة الصحة أن جميع الطرق المؤدية إلى المستشفيات أصبحت غير آمنة أو مدمرة بفعل القصف المتواصل، وهو ما جعل وصول المرضى والجرحى إلى المرافق الصحية شبه مستحيل. وأضافت أن الطواقم الطبية تعمل في ظروف "كارثية" في ظل انعدام الأمن ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
دعوة لتدخل دولي عاجل
ودعت وزارة الصحة في غزة، المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى التدخل العاجل لتوفير الحماية للمؤسسات الصحية والطواقم الطبية، ومنع الاحتلال من استهدافها، مؤكدة أن استمرار هذا النهج يهدد بانهيار شامل للمنظومة الصحية في القطاع.
كارثة إنسانية تلوح في الأفق
يأتي هذا التطور في وقت يواجه فيه قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة مع تزايد أعداد الشهداء والجرحى يوميًا، وسط حصار خانق يمنع إدخال الوقود والمستلزمات الطبية، ما يجعل المستشفيات تعمل بأقل من نصف طاقتها الاستيعابية. ويرى مراقبون أن استهداف المرافق الصحية هو وسيلة للضغط على المدنيين وإجبارهم على النزوح، وهو ما يتعارض مع القوانين الدولية الإنسانية التي تحظر المساس بالمنشآت الطبية.