”تصريحات وإجراءات”.. مخاوف إسرائيلية من إشارات مصرية مقلقة تكشفها وسائل إعلام عبرية

كشفت قناة i24 News العبرية في تقرير مطول عن تصاعد المخاوف الإسرائيلية إزاء سلسلة من الإشارات التي بعثت بها مصر في الآونة الأخيرة، سواء من خلال تصريحات رسمية للرئيس عبد الفتاح السيسي أو عبر إجراءات عسكرية وأمنية في سيناء، ما اعتبرته تل أبيب رسائل مباشرة تعكس توترًا غير معلن بين الجانبين.
إشارات مصرية تقلق إسرائيل
أشارت القناة إلى أن القاهرة أعلنت مرارًا أن جميع قواتها العسكرية في سيناء تعمل في إطار اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، وبالتنسيق الكامل مع الأطراف المعنية، مؤكدة أن الهدف هو الدفاع عن الحدود وضمان الأمن القومي المصري.
لكن، بحسب التقرير، فإن إسرائيل ترى أن هناك "قائمة طويلة من الإجراءات المصرية" تحمل دلالات مغايرة، وهو ما جعل المسؤولين في تل أبيب ينظرون إليها بقدر من القلق.
تصريحات السيسي.. بين الوضوح والرمزية
لفت التقرير إلى أن تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الدوحة أثارت جدلًا واسعًا، حيث وصف إسرائيل بـ"العدو" أثناء حديثه عن الحاجة إلى آلية عربية إقليمية شبيهة بحلف الناتو. ورغم أن بعض المحللين أرجعوا الأمر إلى "زلة لسان" أو خطاب موجه للرأي العام العربي، فإن تل أبيب قرأت هذه العبارة على أنها مؤشر سياسي خطير.
استعدادات عسكرية ومخاوف إسرائيلية
تطرقت القناة العبرية إلى أن وزير الدفاع المصري ورئيس الأركان أصدروا تعليمات للجيش بإعلان حالة التأهب القصوى على خلفية الأحداث المتصاعدة في غزة.
وأضاف التقرير أن هناك مخاوف إسرائيلية من توسع القواعد العسكرية المصرية في سيناء، وإنشاء مدارج طيران أطول، فضلًا عن ما تردد عن وجود أنظمة دفاع جوي صينية الصنع ومجمعات تحت الأرض لتخزين الصواريخ.
كما تحدثت وسائل إعلام عربية عن أنفاق محتملة أسفل قناة السويس، وهو ما أثار حساسية كبيرة لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي تتابع هذه التطورات عن كثب.
مناورات مصرية – تركية تزيد القلق
ومن بين الإشارات المثيرة للجدل، أجرت مصر وتركيا مناورات عسكرية واسعة تحت مسمى "بحر الصداقة" هي الأولى منذ 13 عامًا، في وقت وصف فيه وزير الخارجية التركي العلاقات مع القاهرة بأنها "في أفضل حالاتها على الإطلاق".
ورأت القناة العبرية أن هذه الخطوة لا يمكن فصلها عن المشهد الإقليمي الحالي، وأنها تحمل رسالة سياسية واضحة لإسرائيل.
جدل داخل مصر وردود إسرائيلية حذرة
أوضح التقرير أن النقاشات داخل الاستوديوهات والبرلمان المصري ازدادت حدة في الفترة الأخيرة، حيث صرح أحد النواب بأن "المعارك لن تجري على الأراضي المصرية"، في إشارة إلى تصميم القاهرة على حماية حدودها ورفض أي محاولات لدفع الفلسطينيين للنزوح إلى سيناء.
في المقابل، دعا مسؤول سياسي إسرائيلي بارز إلى التوقف عن الإدلاء بالتصريحات المتسرعة، مؤكدًا أن الوقت الحالي يتطلب "الهدوء والتصرف بحذر"، فيما اعتبر خبير آخر أن "التصعيد الإعلامي قد يزيد من سوء الأوضاع ويضر بالعلاقات الاستراتيجية".