إسرائيل تروج لحشود عسكرية مصرية في سيناء.. تخويف داخلي أم تهديد حقيقي لاتفاقية السلام؟

تشهد الأوساط الإسرائيلية حالة من القلق والتوتر بعد تزايد الحديث عن تعزيزات عسكرية مصرية في شبه جزيرة سيناء، في وقت تروج فيه الأوساط السياسية والإعلامية المتطرفة داخل إسرائيل لفكرة أن القاهرة تجهز حشودًا ضخمة على الحدود مع قطاع غزة.
إسرائيل: لا دبابات أو قوات إضافية قرب الحدود
مسؤول إسرائيلي رفيع صرّح للقناة الرسمية مساء الأحد أنّ الجيش الإسرائيلي لم يرصد إدخال دبابات أو مروحيات أو قوات إضافية مصرية قرب الحدود، مؤكدًا أنّ كل التحركات تتم بالتنسيق الكامل مع تل أبيب.
لكنه أشار في المقابل إلى وجود شكوك حول توسعة قواعد عسكرية مصرية داخل سيناء، إضافة إلى إنشاء مدارج طيران أطول قد تُستخدم لأغراض عسكرية مستقبلًا.
وبحسب المسؤول، فقد طلبت إسرائيل من الولايات المتحدة، بوصفها الضامن لاتفاقية كامب ديفيد، التأكد من عدم وجود خروقات للاتفاق الموقع عام 1979.
مصر تحذر من نزوح فلسطيني إلى سيناء
التقارير الإسرائيلية جاءت عقب تسريبات من مصادر لبنانية تحدثت عن تحذير مصري شديد اللهجة لإسرائيل وواشنطن.
القاهرة أكدت أن أي محاولة لدفع الفلسطينيين نحو سيناء ستقابل بـ"رد عسكري مباشر"، يشمل مضاعفة القوات المصرية عند الحدود خلال 72 ساعة، وإرسال أسلحة ثقيلة وطائرات لحماية الأمن القومي المصري.
مصر تحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة
مصادر مصرية شددت على أن القاهرة ترى أنّ منع النزوح القسري للفلسطينيين من غزة مسؤولية إسرائيل وحدها، وأنّ أي محاولات لفرض واقع جديد عبر معبر رفح ستكون مرفوضة تمامًا.
كما أكدت أن إظهار قوة عسكرية في سيناء قد يكون أداة ردع لتل أبيب لوقف أي مخططات تهجير محتملة.
نتنياهو يشكو لواشنطن
وفي سياق متصل، كشف موقع "أكسيوس" الأميركي أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال لقائهما في القدس بأن أنشطة مصرية في سيناء تشكل خرقًا جوهريًا لاتفاقية السلام.
وطالب نتنياهو الإدارة الأميركية بالضغط على القاهرة لتقليص حجم قواتها المنتشرة هناك، في خطوة قد تفتح الباب أمام أزمة جديدة بين القاهرة وتل أبيب في ظل الحرب المتواصلة على غزة.