قطر تشترط اعتذارًا إسرائيليًا رسميًا بعد الهجوم على الدوحة

اشترطت دولة قطر تقديم اعتذار إسرائيلي رسمي عن الهجوم الجوي الذي استهدف الدوحة، وأدى إلى استشهاد خمسة من أعضاء حماس وضابط أمن قطري، مقابل عودتها إلى لعب دور الوسيط في صفقة تبادل الأسرى وإنهاء الحرب الدائرة.
وساطة معلّقة بانتظار الاعتذار
القناة 12 العبرية أكدت أن الأمير تميم بن حمد آل ثاني هو من قدّم طلب الاعتذار، موضحة أن هذا الملف كان محورًا أساسيًا في لقاءاته الأخيرة مع مسؤولين أمريكيين، أبرزهم وزير الخارجية ماركو روبيو في الدوحة، والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في لندن.
وبحسب المصادر، فإن الأمريكيين يدركون أن غياب الوساطة القطرية سيجعل التوصل إلى أي اتفاق للإفراج عن الرهائن أو وقف إطلاق النار أمرًا بالغ الصعوبة.
أزمة سياسية لنتنياهو
الطلب القطري يضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مأزق سياسي داخلي، إذ يخشى أن يُنظر إلى أي اعتذار على أنه "تنازل مذل" يضر بصورته أمام اليمين الإسرائيلي. لكن مصادر دبلوماسية كشفت أن القطريين على استعداد للتحلي بالمرونة في صياغة الاعتذار بما يضمن حفظ ماء الوجه.
قطر تتمسك بشروطها
وفقًا لتسريبات إعلامية، قد توافق الدوحة على الاكتفاء باعتذار إسرائيلي رسمي عن مقتل ضابط الأمن القطري، مع تعويض عائلته والتعهد بعدم تكرار انتهاك السيادة القطرية مستقبلاً.
ولفتت القناة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها إسرائيل اعتذارًا مشابهًا، حيث سبق لنتنياهو أن اعتذر في عام 2013 للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن مقتل ناشطين أتراك على متن سفينة مافي مرمرة المتجهة إلى غزة عام 2010.
غارة إسرائيلية تهز الخليج
الهجوم الإسرائيلي على الدوحة كان الأول من نوعه ضد دولة خليجية، وأثار صدمة سياسية إقليمية واسعة. فإلى جانب سقوط شهداء من حماس، أدى الهجوم إلى سقوط ضابط قطري، وهو ما اعتبرته الدوحة مساسًا مباشرًا بسيادتها وسببًا لتعليق وساطتها في المفاوضات.
مساعٍ أمريكية لاحتواء الأزمة
المبعوث الأمريكي ويتكوف من المقرر أن يلتقي اليوم في نيويورك مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في محاولة لإنهاء الأزمة وإعادة قطر إلى مسار الوساطة.
وتأمل واشنطن أن يساهم هذا اللقاء في فتح الباب أمام مفاوضات جديدة، خصوصًا وأن استمرار الحرب دون دور قطري فاعل يعني انسداد أفق التسوية.