كتائب القسام تنشر صورة وداعية للأسرى الإسرائيليين وتحذر من عملية برية في غزة

نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس صورة جديدة وصفتها بـ«الوداعية» للأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم في قطاع غزة، وذلك عبر قناتها الرسمية على منصة "تليجرام". وأرفقت الكتائب الصورة برسائل تهديد مباشرة للقيادة الإسرائيلية، في وقت يتصاعد فيه الحديث عن اقتراب عملية برية واسعة داخل القطاع.
تفاصيل البيان الأخير
قالت كتائب القسام في تعليقها على الصورة: «بسبب تعنت نتنياهو وخضوع زامير، صورة وداعية إبان بدء العملية البرية في غزة». وأضافت الكتائب أنها «أعدت جيشاً من الاستشهاديين وآلاف الكمائن والعبوات الهندسية» مؤكدة أن غزة ستكون «مقبرةً لجنود الاحتلال».
كما شددت القسام على أن جرافات وآليات الجيش الإسرائيلي ستكون أهدافًا رئيسية لمقاتليها، وأن مقاتليها «تدرّبوا على وضع العبوات داخل قمرات آليات الاحتلال» في إشارة إلى خطط لمواجهة أي تقدم بري إسرائيلي.
تهديد مباشر بشأن الأسرى
في أخطر ما ورد بالبيان، ذكرت القسام أن «الأسرى موزعون داخل أحياء مدينة غزة»، محذرة من أنها «لن تكون حريصة على حياتهم طالما أن نتنياهو قرر قتلهم». وأضافت: «إن بدء هذه العملية الإجرامية وتوسيعها يعني أنكم لن تحصلوا على أي أسير لا حيًا ولا ميتًا، وسيكون مصيرهم جميعًا كمصير رون أراد».
ورون أراد هو طيار إسرائيلي أسقطت طائرته عام 1986 في جنوب لبنان على يد حركة أمل، ولا يزال مصيره مجهولًا حتى اليوم.
خلفية عسكرية وسياسية
الرسائل الأخيرة من القسام تأتي بالتزامن مع تسريبات عن خلافات داخلية في القيادة الإسرائيلية بشأن جدوى العملية البرية في غزة. فقد حذر قادة عسكريون من أن اقتحام المدن المكتظة قد يؤدي إلى كارثة إنسانية ويعرّض حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى الفصائل لخطر كبير.
ويبدو أن نشر الصورة «الوداعية» للأسرى يدخل في إطار حرب نفسية متبادلة، تهدف فيها القسام إلى رفع تكلفة أي قرار إسرائيلي بالتصعيد البري، في حين تستخدم إسرائيل ملف الأسرى للضغط في المفاوضات وداخل الرأي العام الداخلي.
الجدول الزمني للأحداث والبيانات
التاريخ | الحدث | تفاصيل |
---|---|---|
7 أكتوبر 2023 | اندلاع عملية «طوفان الأقصى» | كتائب القسام نفذت هجومًا واسعًا ضد مستوطنات وبلدات حدودية، وأعلنت أسر عشرات الجنود والمدنيين الإسرائيليين. |
أكتوبر – نوفمبر 2023 | بيانات متكررة من القسام | تأكيدات بأن ملف الأسرى لن يُغلق إلا بصفقة تبادل مشرفة، وتحذيرات من استهدافهم أثناء القصف. |
يناير 2024 | تسريبات إسرائيلية | قادة عسكريون يبدون قلقهم من مصير الأسرى حال توسيع العمليات البرية. |
يونيو 2024 | رسائل عبر الإعلام العسكري | القسام تؤكد توزيع الأسرى على عدة مواقع سرية وتصفهم بـ«دروع بشرية» ضد الهجمات. |
سبتمبر 2025 | صورة «الوداع» | نشر صورة جديدة للأسرى مع تهديد مباشر بأنهم قد يلقون مصير الطيار رون أراد في حال استمرار العملية البرية. |
تداعيات الموقف
تصريحات القسام ونشرها لصورة الأسرى بهذا التوقيت يرفع من حدة التوتر العسكري والسياسي. فداخليًا، تواجه حكومة بنيامين نتنياهو ضغوطًا كبيرة من عائلات الأسرى التي تتهمه بالتفريط بحياة أبنائها. وخارجيًا، تتزايد الدعوات الدولية لوقف العمليات العسكرية وإيجاد حل تفاوضي يحفظ حياة المدنيين والأسرى.
كما أن الإشارة إلى رون أراد أعادت فتح جرح قديم في الذاكرة الإسرائيلية، وزادت من قلق الرأي العام حول احتمالية فقدان الأسرى إلى الأبد في حال اندلاع مواجهة شاملة داخل غزة.
القانون الدولي والجانب الإنساني
وفق القانون الدولي الإنساني، فإن مصير الأسرى يجب أن يكون محميًا، ويُحظر استخدامهم كورقة ضغط أو تهديد حياتهم. ومع ذلك، فإن النزاع المستمر يفتح الباب أمام انتهاكات قد تثير تدخل المنظمات الحقوقية الدولية التي تراقب الوضع عن كثب.
الصورة التي نشرتها كتائب القسام تصعيدًا جديدًا في الحرب النفسية ضد إسرائيل
الصورة التي نشرتها كتائب القسام تمثل تصعيدًا جديدًا في الحرب النفسية ضد إسرائيل، وتكشف عن حجم التعقيد في ملف الأسرى الذي يُعد واحدًا من أخطر الملفات في الصراع الحالي. وبينما تسعى إسرائيل إلى فرض معادلة عسكرية على الأرض، تحاول المقاومة جعل ثمن أي عملية برية باهظًا عبر التهديد بمصير الأسرى. المشهد ينذر بمزيد من التعقيد ما لم يتم التوصل إلى حلول دبلوماسية عاجلة توقف دوامة الدم وتجنب المنطقة كوارث إنسانية أوسع.