هو ينفع كده يا مطعني؟ سما المصري «تشرِّشح» لمحمد المطعني.. وكلّ شيء في سبيل الترند يهون

في حلقة جديدة من معارك السوشيال ميديا الساخنة وفي رحلة البحث عن التريند اشتعلت منصّات التواصل بعد منشور/بثّ حيّ لسما المصري، ردّت فيه بلهجة حادّة على محمد المطعني، المعروف إعلاميًّا بتصريحه حول «راتب الـ50 ألف جنيه». الهجوم تضمّن عبارات جارحة وإيحاءات تهكّمية، ما أثار عاصفة من التعليقات بين مؤيّدين يرونها «ردًّا بالمثل»، ومعترضين اعتبروا اللغة المتداولة «انحدارًا لا يليق» ويُسهم في تطبيع خطاب الإساءة علي مواقع التواصل الاجتماعي .
ماذا قالت سما المصري؟
بحسب المحتوى المتداول، استخدمت سما المصري ألفاظًا شعبية قاسية وسخرية مباشرة، وهدّدت بالتصعيد إذا استمرّ المطعني – وفق وصفها – في «الاستفزاز والابتزاز الكلامي». وتمّ توظيف قاموس من التعابير السوقية لتقزيم الطرف الآخر والتشكيك في «هالته الإعلامية»، مع تلميحات إلى امتلاك «رسائل» و«دلائل» متبادلة. تنويه تحريري: حُذِفَت/هُذِّبت العبارات الخادشة حفاظًا على المعايير المهنية.
خلفية الخلاف
تعود جذور القصة إلى مساجلات سابقة على منصّات الفيديو القصيرة؛ حيث بنى المطعني حضوره على مقاطع رأى فيها منتقدون «مبالغة واستفزازًا بحثًا عن المشاهدات»، فيما يتّهم أنصارُه خصومَه بـ«التحامل والغيرة». دخول سما المصري على الخطّ نقل السجال من خانة «الاختلاف» إلى منطقة السبّ والقذف اللفظي، وهو ما يرفع احتمالات التبليغ المنصّاتي وربما النزاع القانوني إذا اعتبر أحد الطرفين أنّ في المحتوى تشهيرًا أو تهديدًا.
قراءة ما وراء السطور
-
اقتصاد الترند: اللغة الصادمة تُضاعف مشاهدة المحتوى وتزيد زمن التفاعل، ما يغري صُنّاع المحتوى بالتصعيد. كلّ دقيقة ضجيج تساوي فرصًا أوسع للانتشار، وإعلانات، وصفقات معلنين.
-
شخصنة الخلاف: الانتقال من نقد الفكرة إلى الهجوم على الشخص يُفقد النقاش قيمته ويحوّل المتابعين إلى «جمهور مباريات» يصفّق للّفظ الأشد لا للحجّة الأقوى.
-
مخاطر قانونية: في بيئة منظّمة بقوانين الجرائم الإلكترونية والسب والقذف، قد يتحوّل «اللايف» إلى مستند إثبات إذا تقدّم أحدهم ببلاغ، خاصةً عند تضمنه تهديدًا أو تجريحًا ماسًّا بالسمعة.
-
صورة المؤثّرين: تراكم هذا النمط يضرب ثقة المعلنين والمتابعين، ويعيد إنتاج صورة نمطية سلبية عن صناعة المحتوى العربي.
ردود الفعل الأولى
تباينت التعليقات بين من رأى في ردّ سما «صفعة مستحقّة»، ومن دعا إلى الاعتذار المتبادل و«إطفاء الحريق» قبل أن يتحوّل إلى موجة إساءات أوسع بين المتابعين. وذهب فريق ثالث إلى المطالبة بمناظرة علنية «منضبطة» تكشف الوقائع بعيدًا عن التلميحات والابتزاز الرمزي بـ«الرسائل» والـ«دلائل».
ما الذي ينبغي على الطرفين فعله؟
-
خفض التصعيد: حذف المقاطع ذات العبارات المهينة أو إخفاؤها، ووقف التلميحات المُهينة المتبادلة.
-
تحويل الخلاف إلى نقاش موضوعي: إذا وُجدت ادّعاءات محدّدة، فلتُعرَض بوثائق واضحة بعيدًا عن الإيحاءات، أو فليُغلَق الملفّ بالاعتذار.
-
التزام سياسات المنصّات: انتهاك سياسات خطاب الكراهية والتنمر قد يعرّض الحسابات لتقييد أو حظر.
حين يصبح الترند هدفًا بذاته
الخلاف بين سما المصري ومحمد المطعني يختصر معضلة المحتوى العربي: حين يصبح الترند هدفًا بذاته، تنزلق اللغة من النقد إلى التجريح. الحفاظ على متابعات ومصداقية طويلة الأمد يبدأ من الانضباط اللفظي، والتمييز بين «المحتوى الحاد» و«الإساءة المجرّمة». ففي النهاية، «التفاعل» الذي يُبنى على الشتيمة قصير العمر، أمّا السمعة فتحتاج سنوات لتُبنى وقد تنهار في فيديو واحد.