المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون يعلن استقالته بعد سبع سنوات من الوساطة

أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، مساء الخميس 18 سبتمبر 2025، استقالته من منصبه بعد ما يقرب من سبع سنوات قضاها في إدارة أحد أعقد ملفات الأمم المتحدة وأكثرها حساسية على الساحة الدولية.
استقالة بيدرسون ورسالة إلى مجلس الأمن
وقال بيدرسون (69 عامًا) في إفادته أمام مجلس الأمن الدولي:
"لقد أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة بنيتي التنحي عن منصبي، بعدما بذلت كل ما في وسعي لدعم الشعب السوري في مواجهة تحديات غير مسبوقة".
وأكد أن الحكومة السورية والشعب يواجهان مرحلة انتقالية معقدة تتطلب دعمًا دوليًا واسعًا، مشددًا على أن الحل لا يمكن أن يكون إلا سياسيًا عبر مفاوضات حقيقية وتسويات جريئة.
دعوة لدعم الشعب السوري
وفي كلمته، شدد بيدرسون على أن "الوحدة الوطنية في سوريا ما زالت ممكنة"، معربًا عن أمله في أن يواصل المجتمع الدولي دعم السوريين لبناء مستقبل أكثر استقرارًا وعدلاً، بعيدًا عن الحرب التي استمرت لأكثر من عقد ونصف.
تأكيدات من مكتبه
من جانبها، أوضحت المتحدثة باسمه، جينيفر فينتون، في تدوينة على منصة "إكس"، أن بيدرسون أبلغ الأمين العام عزمه على التنحي بعد أكثر من ست سنوات من الخدمة المتواصلة، مضيفة:
"هو ممتن للشعب السوري بشكل خاص، ومدين له بالشكر العميق على الثقة والصبر خلال هذه المرحلة الصعبة".
خلفية عن مسيرته
-
عُيّن بيدرسون مبعوثًا أمميًا إلى سوريا في عام 2018، خلفًا لستيفان دي ميستورا.
-
كُلّف بتنفيذ القرار الأممي 2254، الذي ينص على انتقال سياسي ووقف إطلاق النار وإصلاح دستوري وانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، غير أن هذه الجهود تعثرت مرارًا بسبب تعقيدات النزاع وتشابك المصالح الدولية.
-
شغل سابقًا مناصب بارزة في الأمم المتحدة، منها المنسق الخاص للبنان (2007-2008)، كما كان عضوًا في الفريق النرويجي الذي تفاوض على اتفاقيات أوسلو 1993.
-
مثل بلاده النرويج لدى السلطة الفلسطينية بين عامي 1998 و2003.
تعثر الحل السياسي
ورغم جهوده في إطلاق اللجنة الدستورية السورية عام 2019، إلا أن الخلافات بين الحكومة والمعارضة، والتدخلات الإقليمية والدولية، حالت دون تحقيق تقدم ملموس، ما جعل مهمته محفوفة بالفشل المتكرر.