رسالة مصرية حاسمة إلى واشنطن بشأن تهجير الفلسطينيين والتصعيد في غزة

في سياق الجهود الدبلوماسية المكثفة لاحتواء الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة، أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اتصالًا هاتفيًا مع المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، تناول خلاله التطورات الميدانية والإنسانية في غزة، إضافة إلى الملف النووي الإيراني وسبل خفض التصعيد في المنطقة.
تحذير مصري من خطط التهجير
أكد عبد العاطي، وفق بيان رسمي للخارجية المصرية، على الخطورة البالغة للمخططات الإسرائيلية الداعية لتهجير الفلسطينيين، مشددًا على أن هذه الخطط تشكل عنصرًا رئيسيًا من عناصر عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وتقوّض بشكل مباشر الأمن الإقليمي.
وقال الوزير المصري بلهجة واضحة: "لا يمكن على الإطلاق القبول بتهجير الفلسطينيين من أرضهم تحت أي مسمى أو ذريعة، فهذا الأمر يمس جوهر القضية الفلسطينية ويهدف إلى تصفيتها".
وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات
وأشار عبد العاطي إلى ضرورة التوصل الفوري إلى وقف لإطلاق النار بما يسهم في خفض حدة التصعيد العسكري، ويتيح دخول المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع الذين يعيشون أوضاعًا إنسانية كارثية.
وأضاف أن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية لن يؤدي سوى إلى تعقيد المشهد وزيادة المعاناة الإنسانية، مؤكدًا أن مصر ستواصل جهودها السياسية والدبلوماسية لوقف العدوان واستعادة الاستقرار.
الملف النووي الإيراني في دائرة البحث
ولم يقتصر الاتصال على القضية الفلسطينية، بل تطرق أيضًا إلى الملف النووي الإيراني، حيث ناقش الجانبان نتائج الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في القاهرة يوم 9 سبتمبر الجاري، وهو الاتفاق الأول من نوعه بعد العدوان الإسرائيلي على إيران.
وأوضح البيان أن الوزير المصري أحاط المبعوث الأمريكي علمًا بآخر الاتصالات مع الجانب الإيراني، مشيرًا إلى أن هذه الجهود أسهمت في تأجيل آلية إعادة تفعيل العقوبات الأممية، وفتحت المجال أمام استئناف المفاوضات بين طهران وواشنطن.
مصر ثابتة على موقفها
وشدد عبد العاطي على أن بقاء الفلسطينيين على أرضهم هو الضمانة الوحيدة للحفاظ على القضية الفلسطينية، وأن أي محاولة لتهجيرهم ستُواجَه برفض مصري قاطع. كما دعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والضغط لوقف العمليات العسكرية، وفتح المعابر بشكل دائم لإدخال المساعدات.
بهذا الموقف، تؤكد القاهرة مجددًا أنها لن تسمح بتمرير أي مخطط يستهدف القضية الفلسطينية، وأنها ستظل ركيزة أساسية في جهود تحقيق التهدئة وحماية الأمن الإقليمي.