اتفاقيات مرتقبة بين سوريا وإسرائيل بوساطة أمريكية: دمشق تلمح لتفاهمات أمنية وعسكرية قبل نهاية 2025

كشف مصدر رفيع في وزارة الخارجية السورية لوكالة فرانس برس أن دمشق وتل أبيب تقتربان من إبرام سلسلة من الاتفاقيات الأمنية والعسكرية قبل نهاية العام الحالي، في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة منذ عقود طويلة من العداء والصراع.
اتفاقات متتالية بوساطة أمريكية
المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أشار إلى وجود تقدم كبير في المحادثات الجارية بين الطرفين، مؤكداً أن أولى هذه الاتفاقيات ستكون أمنية وعسكرية بالدرجة الأولى، على أن تتبعها تفاهمات أخرى متى ما نجحت المرحلة الأولى.
وجاء هذا التطور بعد تصريحات الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي أكد أن "اتفاقية الأمن مع إسرائيل ضرورة ويجب أن تحترم مجال سوريا الجوي ووحدة أراضيها"، مضيفاً أن "السلام والتطبيع ليسا مطروحين على الطاولة في الوقت الراهن"، لكن نجاح الاتفاق الأمني قد يفتح الباب أمام اتفاقيات أوسع.
الدور الأمريكي
ورغم أن الشرع شدد على أن واشنطن لا تمارس ضغوطاً مباشرة على دمشق، إلا أنه اعترف بأن الإدارة الأمريكية تلعب دور الوسيط النشط في المفاوضات. وقد ربط مراقبون ذلك بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أشهر رفع بعض العقوبات الرئيسية المفروضة على سوريا، في خطوة اعتبرت إشارة إلى رغبة واشنطن في اختبار جدية دمشق في التوجه نحو تسوية سياسية شاملة تشمل الملف الأمني والعلاقات مع إسرائيل.
خلفية التصعيد العسكري
التقارير كشفت أن إسرائيل نفذت أكثر من ألف غارة جوية داخل الأراضي السورية، إضافة إلى نحو 400 توغل بري منذ ديسمبر الماضي، وهو ما شكل ضغطاً عسكرياً كبيراً على دمشق ودفعها للتفكير في آلية تفاهم جديدة لتفادي استمرار الاستنزاف.
اتفاق مشابه لفض الاشتباك 1974
المصدر السوري أوضح أن دمشق تسعى إلى إبرام اتفاق يشبه اتفاقية فض الاشتباك الموقعة بين البلدين عام 1974، والتي أسست منطقة منزوعة السلاح في الجولان المحتل وحافظت على هدوء نسبي لعقود.
انعكاسات إقليمية
ويأتي هذا الإعلان في وقت بالغ الحساسية، حيث تتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتتصاعد حدة التوتر مع دول الجوار. ورغم أن الحديث يتركز حتى الآن على البعد الأمني والعسكري، إلا أن مراقبين لا يستبعدون أن تتحول هذه المفاوضات لاحقاً إلى مسار سياسي أوسع إذا ما نجحت المرحلة الأولى.
اتفاقيات أمنية متتالية يفتح الباب أمام تغيرات كبرى في المعادلة الإقليمية
سوريا وإسرائيل تقتربان من مرحلة جديدة قد تعيد رسم خارطة التوازنات في المنطقة. وبينما تؤكد دمشق أن السلام والتطبيع ليسا مطروحين، فإن مجرد الحديث عن اتفاقيات أمنية متتالية يفتح الباب أمام تغيرات كبرى في المعادلة الإقليمية، خاصة مع دخول واشنطن كوسيط مباشر وتراجع القيود الأمريكية على دمشق.