برلمانية إيطالية تكشف عن تواطؤ في الهجمات على سفن ”أسطول الصمود العالمي” .. تفاصيل

أثارت النائبة الإيطالية إيدا كارمينا جدلًا واسعًا بعدما قالت إن جزيرة صقلية تحولت إلى «منصة انطلاق» للهجمات التي طالت سفن أسطول الصمود العالمي المتوجه إلى غزة، مؤكدة أن طائرات مسيّرة إسرائيلية نُقلت إلى مالطا وصقلية لتنفيذ عمليات استهداف، ومتهمةً حكومة بلادها بـ«إخفاء الحقيقة». وتزامنت تصريحاتها مع توثيق حادثتي حريق على سفينتي Family وAlma في مياه تونس، قال المنظمون إنهما نتجا عن إسقاط مواد حارقة من مُسيّرات، بينما لم تُعلّق إسرائيل رسميًا ونفت سلطات تونس مسؤولية الطائرات المسيّرة عن الحادثة الأولى.
ما الذي قالته كارمينا؟
كارمينا، وهي نائبة عن حركة «خمس نجوم»، طالبت حكومة روما بـ«كشف الحقيقة وتوفير حماية قصوى» للأسطول، محذّرة من تحويل صقلية إلى «منصة حرب». وأشارت إلى تزامن هبوط طائرات إسرائيلية في قاعدة سيغونيلا مع العثور على حطام معدني قبالة لامبيدوزا يحمل كتابات بالعبرية، معتبرةً هذا التزامن «مُريبًا»، في حين وصفته وزارة الدفاع لاحقًا بأنه نشاط لوجستي اعتيادي (تزوّد وقود/نقل بضائع).
«دوسيه» يتهم: نقل مُسيّرات إلى مالطا وصقلية
نشر موقع إيطالي تحقيقًا أشار إلى «دوسيه» من الحركة العالمية لأجل غزة يفيد – وفق روايته – بأن طائرات إسرائيلية نقلت مسيّرات إلى مالطا وصقلية قبل الهجمات على السفن في تونس. هذه المزاعم ما تزال قيد التحقق ولم يصدر تأكيد رسمي من روما أو تل أبيب بشأنها.
ماذا حدث للسفن؟
قال منظمو أسطول الصمود إن سفينة Family (برتغالية) تعرضت لاعتداء ليلي في 8/9 أيلول أثناء رسوّها في سيدي بوسعيد، تلته ليلةٌ ثانية شهدت سقوط مقذوفات حارقة على ظهر Alma (بريطانية)؛ لم تُسجَّل إصابات لكن اشتعلت حرائق محدودة على المتنين. وزارة الداخلية التونسية نفت وجود مُسيّرات في الواقعة الأولى وفتحت تحقيقًا في الثانية، فيما لم يعلّق الجيش الإسرائيلي. وثّقت وسائل إعلام دولية الحدثين بصور من كاميرات المراقبة وشهادات من على المتن.
وجود جوي إسرائيلي في سيغونيلا يثير أسئلة
في الداخل الإيطالي، أثار هبوط ثلاث طائرات عسكرية إسرائيلية في قاعدة سيغونيلا سجالًا سياسيًا؛ معارضون ربطوا وجودها بمتابعة تحركات الأسطول، بينما أوضح الجانب العسكري الإيطالي أن المهمة «لوجستية». الجدل ترافق مع تحرّكات بحرية لقطع الأسطول من أوغوستا وسيراكوزا باتجاه الجنوب للالتقاء بسفن قادمة من تونس واليونان.
من يشارك في الأسطول؟ وإلى أين وصل؟
يضم أسطول الصمود العالمي عشرات القوارب ومئات النشطاء والساسة من أكثر من 40 دولة، وانطلقت موجاته من إيطاليا واليونان وإسبانيا وتونس، بهدف تحدي الحصار البحري المفروض على غزة وفتح ممر إنساني. غادرت مجموعات من صقلية في 13–14 أيلول، وتجمعت سفنٌ قرب بورتوبالو دي كابو باسيرو بانتظار الالتحام بقوافل قادمة من تونس قبل الإبحار شرقًا.
موقف الحكومة والإطار القانوني
وزارة الدفاع الإيطالية تنفي وجود صلة بين الرحلات الجوية الإسرائيلية والاعتداءات، وتقول إن ما جرى «مصادفات زمنية»، بينما يطالب برلمانيون بالشفافية وإحاطة البرلمان بأي ترتيبات عسكرية تخص أجواء البلاد أو قواعدها. في المقابل، جدد منظمو الأسطول اتهاماتهم لإسرائيل، التي عادةً ما تعتبر هذه القوافل «استعراضات دعائية» وتؤكد حقها في منع تهريب السلاح إلى غزة.
لماذا القضية حسّاسة داخل إيطاليا؟
صقلية تقع على عقدة لوجستية بين أوروبا وجنوب المتوسط، وتستضيف قاعدة سيغونيلا الأمريكية–الإيطالية التي تُستخدم للطيران المأهول والمسيّر. أي إيحاء بتحويل الجزيرة إلى «منصة عمليات» ضد قافلة إنسانية يضع روما تحت ضغط سياسي وحقوقي، خصوصًا مع وجود نواب أوروبيين وإيطاليين ضمن طواقم الإبحار ومتابعة كثيفة من الإعلام الدولي.
الحقائق القاطعة رهن التحقيقات القضائية والتقنية
بين اتهامات المعارضة وطمأنة وزارة الدفاع، تبقى الحقائق القاطعة رهن التحقيقات القضائية والتقنية (تتبّع الرحلات، فحص بقايا المقذوفات، وبيانات الرادار/المُسيّرات). أمّا أسطول الصمود، فرغم الهجمات والتأخيرات، يؤكد عزمه الاستمرار «لفتح ممر إنساني إلى غزة»، فيما تحبس العواصم المتوسطية أنفاسها ترقبًا لاحتمال اعتراضٍ بحري جديد في البحر المفتوح.