منابر للخطابة أم مسرحيات سياسية؟
نرمين نبيل تكتب : القمم العربية لم تعد تقنع احد .. فض مجالس

لا مبالغة في القول إن القمم العربية تحولت عبر العقود إلى مجرد فض مجالس وهو الامر الذي ترسخ لدي الشعوب العربية علي مدار عقود كاملة .. اجتماعات رنانة صور جماعية براقة بيانات ختامية محفوظة لكن النتيجة على الارض صفر كبير المواطن العربي اعتاد ان يرى القادة يتبادلون العناق امام الكاميرات بينما الواقع في الشوارع العربية دماء فقر بطالة وانقسامات لا تنتهي ما معنى ان تعقد عشرات القمم منذ تأسيس جامعة الدول العربية دون ان تحل ازمة واحدة بشكل جذري فلسطين لا تزال تحت الاحتلال سوريا غارقة في الحرب اليمن يئن تحت المجاعة والانقسام العراق لم يسترد عافيته ولبنان يعيش انهيارا اقتصاديا غير مسبوق فأي جدوى ترجى من بيانات ختامية تبدأ دائما ب نؤكد وتنتهي ب ندعو الشعوب لم تعد تصدق هذه اللغة المكررة التي فقدت معناها
غياب الإرادة السياسية
المشكلة ليست في عقد القمم بل في غياب الارادة السياسية الحقيقية كل دولة تغلب مصالحها الضيقة وتحالفاتها الخارجية على اي مشروع عربي مشترك النتيجة مشهد عبثي خطابات حماسية على المنصات بينما القرارات تدفن في الادراج فور انتهاء القمة لا خطط لا جداول زمنية ولا جهة تحاسب من لا ينفذ
الادهى ان هذه القمم تعقد احيانا في اوج الكوارث حيث ينتظر المواطن العربي موقفا حاسما او خطوة عملية فلا يجد الا جملة ندين ونستنكر اي استهزاء اكبر من هذا شعوب تعاني واوطان تنهار وقمم تتحول الى مناسبة سياحية لالتقاط الصور وتبادل المجاملات
الاستثناء المصري
ورغم ذلك لا يمكن اغفال ان مصر دائما ما تكون لها رؤية مختلفة تقدم الحلول وتطرح الاستراتيجيات وتضع خرائط طريق واقعية يمكن ان تفتح ابواب الحل لكنها في اغلب الاحيان تدفن في الادراج ولا يعمل بها وكأن هناك اصرار على ابقاء الوضع كما هو دون اي تغيير حقيقي
صناعة القرار بآليات واضحة للتنفيذ والمتابعة
الحقيقة الصادمة ان القمم العربية لم تعد تقنع احدا قيمتها الرمزية تآكلت والشعوب لم تعد تحتمل هذا العبث لا احد يريد سماع خطابات جديدة ولا عبارات مطاطة الكل يريد فعلا قرارات تنفذ مواقف تترجم خطوات ملموسة تحسن حياة الناس
ان لم تتحول هذه القمم الى منصات حقيقية لصناعة القرار بآليات صارمة للتنفيذ والمتابعة فالأفضل الا تعقد اصلا لان عقدها بهذه الصورة لا يضيف شيئا سوى مزيد من الاحباط والسخرية القمم العربية الان ليست اكثر من مسرحية سياسية نهايتها دائما معروفة فض مجالس لكن تبقى مصر رغم كل هذا تدفع دائما ناحية الحلول وتتمسك بتقديم الرؤى والاستراتيجيات وعلى الجميع ان يدرك ان صوتها لا بد ان يسمع وان يُترجم الى فعل على ارض الواقع