عاجل: سماء غزة تشتعل بالقصف وعائلات الرهائن توجه الإنذار الأخير لنتنياهو

تصعيد عسكري عنيف في غزة
شهدت مدينة غزة مساء الاثنين واحدة من أعنف موجات القصف منذ بدء العمليات العسكرية حيث شنّ الجيش الإسرائيلي غارات جوية ومدفعية مكثفة استهدفت شمال ووسط المدينة وأفادت مصادر ميدانية أن القوات نفّذت نحو 37 هجومًا خلال 20 دقيقة بمشاركة مروحيات مقاتلة ودبابات شوهدت في شارع الجلاء وسط المدينة.
ووثقت مقاطع فيديو حزامًا ناريًا في سماء غزة مع إطلاق قنابل إنارة حول مناطق الاستهداف وتحولت السماء إلى اللون البرتقالي بفعل الغارات المتلاحقة ما دفع السكان إلى وصف الليلة بأنها من أكثر الليالي رعبًا منذ اندلاع الحرب.
خلافات داخل القيادة الإسرائيلية
التصعيد الميداني جاء متزامنًا مع تصاعد الخلافات داخل القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية إذ وجه رئيس الأركان إيال زامير انتقادات شديدة للبطء في المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار مؤكدًا ضرورة تحرك سياسي موازٍ للإجراءات العسكرية.
وطالب زامير فريق التفاوض بمغادرة إسرائيل والمضي نحو صياغة عرض واقعي بدلًا من البقاء في حالة جمود الأمر الذي أثار سجالًا حادًا مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر الذي ردّ مذكرًا بأخطاء المؤسسة العسكرية في تقدير المواقف الدولية وبخاصة تجاه الولايات المتحدة وإيران.
وبينما شدد ديرمر على أن الصفقة المطروحة ما كانت لتوجد لولا قرارات سياسية ردّ زامير بقوله الحاد: "إذن اقبلوا العرض".
غضب عائلات الرهائن
على وقع هذا الانقسام أعلنت عائلات الرهائن المحتجزين في غزة بيانًا شديد اللهجة وصفوا فيه الموقف بالكارثي مؤكدين أن "الليلة الـ710 قد تكون الأخيرة في حياة بعض المختطفين".
البيان حمّل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المسؤولية الشخصية عن مصير المخطوفين واتهم الحكومة بتعريض حياة أبنائهم للخطر محذرًا من أن الشعب الإسرائيلي لن يغفر التضحية بالرهائن أو بالجنود في سبيل حسابات سياسية داخلية وطالبوا بعقد لقاءات عاجلة وتقديم إجابات واضحة.
بينيت يهاجم حكومة نتنياهو
رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت انضم إلى موجة الانتقادات ووجه هجومًا حادًا على نتنياهو واصفًا إدارته بأنها "حكومة فوضوية" تقود البلاد إلى مسار خطر.
وقال بينيت إن "نتنياهو يعرف الحقيقة واليوم اعترف بها حكومته الفوضوية تسوق إسرائيل إلى أن تصبح دولة منغلقة مصابة بالعزلة مثل كوريا الشمالية".
كما حذر من تداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة نتيجة سياسات الحكومة مشيرًا إلى احتمال انتقال شركات التكنولوجيا إلى الخارج وتراجع الاستثمار الدولي وانهيار إيرادات الدولة مع ارتفاع الأسعار بشكل متواصل.
مستقبل غامض
التصعيد العسكري في غزة إلى جانب الانقسام السياسي الداخلي والضغوط المتزايدة من عائلات الرهائن يضع إسرائيل في مأزق داخلي وخارجي غير مسبوق فيما يترقب المجتمع الدولي ما إذا كانت هذه التطورات ستدفع القيادة الإسرائيلية نحو القبول بصفقة جديدة لوقف إطلاق النار أو استمرار الحرب التي تهدد بمزيد من التدهور على جميع المستويات.