قصة الحاجة فريال.. سيدة الثمانين التي تقود شاحنة نقل منذ نصف قرن لتكسب قوت يومها

على الطريق الدولي الساحلي او اي طريق أخر في مصر قد تصادف وجوهًا عابرة تحمل قصصًا أكبر من أن تُختصر في لحظة، لكن لقاءً عابرًا مع الحاجة فريال جعل من دقائق معدودة درسًا كاملًا في الصبر والعزيمة والإرادة التي لا تلين
عمرها 80 سنة وتقود شاحنة علي الطريق الدولي
الحاجة فريال سيدة بلغت الثمانين من عمرها وما زالت حتى اليوم تقود سيارة نقل ثقيل لتكسب رزقها وتوفي احتياجات أسرتها فعندما سألتها متى بدأت العمل في قيادة سيارات النقل أجابت ببساطة بدأت منذ خمسين عامًا مضت ثم ابتسمت قائلة أنا اليوم في الثمانين وما زلت أواصل المشوار
الصدمة الأولى لم تكن في عمرها فحسب بل في قدرتها على مواصلة عمل شاق يحتاج إلى قوة جسدية وصبر طويل فقيادة شاحنة نقل ثقيل لساعات على الطرق السريعة أمر لا يجرؤ عليه الكثيرون من الشباب لكنها تقف أمام هذه المهمة بكل ما تملكه من إصرار لأن المسؤوليات لا ترحم والصحة رغم تراجعها لا تعفيها من السعي
تقول الحاجة فريال وهي تبتسم بحزن بسيط أجري على أكل عيشي ورزقي وربنا وحده اللي مقدرني علشان اللي ورايا ورغم أنها تعترف أن صحتها لم تعد كما كانت إلا أن إرادتها ما زالت ثابتة وقلبها ممتلئ بالشكر لله
وعندما طلبت منها أن ألتقط لها بعض الصور لتكون مثالًا للشباب الذين يبحثون عن العمل وافقت بكل رحابة صدر وقالت إنها لا تخجل من أي عمل طالما كان شريفًا يحترمه الناس ويقدره الجميع
المعنى الحقيقي للشرف والكرامة في السعي
ما يميز هذه السيدة ليس فقط سنواتها الطويلة خلف عجلة القيادة بل ما تمثله من قدوة لكل إنسان يعتقد أن العمر عائق أو أن الظروف قد تمنعه من الكفاح الحاجة فريال تلخص المعنى الحقيقي للشرف والكرامة في السعي وتقدم درسًا عمليًا في أن العمل الشريف قيمة ترفع صاحبها مهما كان بسيطًا
ذلك اللقاء القصير جعلني أشعر للمرة الأولى أنني صغير أمام عظمة امرأة تحملت صعوبات الحياة وقررت أن تستمر في العطاء دون أن تنحني أمام العمر أو المرض تركت بداخلي أثرًا لا يُنسى ورسالة واضحة أن العزيمة والإرادة هما المفتاح الحقيقي لمواجهة أي تحديات
رمز لإصرار المرأة المصرية
الحاجة فريال ليست مجرد سائقة نقل على الطريق الساحلي بل رمز لإصرار المرأة المصرية التي حملت على كتفيها مسؤوليات أسرتها ونالت احترام كل من رآها هي قصة كفاح إنساني تستحق أن تُروى وتبقى مثالًا مضيئًا للشباب ولكل باحث عن طريق شريف يفتخر به