نتنياهو بسخر من ردود الفعل علي قصف قطر
نتنياهو يهاجم الانتقادات الدولية بعد ضربات إسرائيل في قطر ويصفها بالسخرية

أعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ردود الفعل العالمية الواسعة الرفضة للعدوان الإسرائيلية علي العاصمة القطرية الدوحة و الانتقادات الدولية الموجهة لإسرائيل على خلفية الهجوم الذي استهدف قادة حركة حماس في قطر مؤكدا أن هذه المواقف تمثل سخرية ونفاقا في نظره وقد جاءت تصريحاته خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الذي يزور إسرائيل حاليا حيث أصر نتنياهو على أن من حق أي دولة وفقا للقانون الدولي الدفاع عن نفسها خارج حدودها إذا كان هناك من يهدد مواطنيها أو يتورط في قتلهم
كيف يري نتنياهو الهجوم علي قطر ؟!!
ويري نتنياهو أن الهجوم الإسرائيلي في قطر جاء في سياق الدفاع المشروع عن أمن إسرائيل مشيرا إلى أن من يوجهون الانتقادات اليوم هم أنفسهم الذين لم يدينوا الولايات المتحدة عندما شنت عمليات عسكرية في أفغانستان وباكستان عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 وأضاف أن ما قامت به إسرائيل لا يختلف عما قامت به دول أخرى حين تعرضت لاعتداءات إرهابية مدمرة
وخلال كلمته ركز نتنياهو على ضرورة ألا تسمح الدول لأي جماعة مسلحة بأن تجد ملاذا آمنا لديها مؤكدا أن قطر حسب تعبيره وفرت قاعدة للقيادات التي وصفها بالإرهابية وهو ما يجعلها في نظره تفقد حقها في الحديث عن السيادة أو احترام القوانين الدولية وقال إن الدول التي تحتضن مثل هذه الجماعات لا يمكنها أن تدعي امتلاك سيادة كاملة لأنها تتحول إلى غطاء سياسي وعسكري لمن يهاجم المدنيين في دول أخرى
من جانبه أشار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى أن بلاده تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد أي تهديدات أمنية قادمة من خارج حدودها مؤكدا على متانة العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن وتل أبيب وحرص الإدارة الأمريكية على تعزيز التعاون الأمني والعسكري لمواجهة ما سماه التحديات المشتركة في المنطقة
بيان نادر من مجلس الأمن الدولي أدان فيه الهجوم الإسرائيلي
في المقابل جاء رد المجتمع الدولي سريعا حيث أصدر مجلس الأمن الدولي بيانا نادرا أدان فيه الهجوم الإسرائيلي الذي وقع في قطر معتبرا أن ما حدث يمثل انتهاكا واضحا لسيادة دولة مستقلة كما عبّر وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا عن قلقهم العميق مؤكدين أن الضربات التي نفذتها إسرائيل تشكل خرقا للقانون الدولي وتهديدا مباشرا للاستقرار الإقليمي
البيان الأوروبي أشار إلى أن أي تصرف عسكري خارج حدود الدولة يجب أن يكون منسقا في إطار الشرعية الدولية وموافقة مجلس الأمن وليس قرارا أحاديا يهدد بإشعال المزيد من الصراعات في الشرق الأوسط وحذر من أن مثل هذه الهجمات قد تدفع المنطقة إلى موجة جديدة من التصعيد في وقت تحتاج فيه إلى التهدئة والحوار السياسي
تجاهل الإدانات الدولية المتكررة
على الجانب الآخر يرى مراقبون أن تصريحات نتنياهو المتشددة تأتي في إطار محاولة الحكومة الإسرائيلية إرسال رسالة واضحة بأنها لن تتهاون مع أي وجود خارجي لحركة حماس حتى وإن كان في دولة ترتبط بعلاقات دولية قوية مثل قطر كما يعتبر محللون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى إلى استثمار الدعم الأمريكي لإضفاء شرعية سياسية على خطواته العسكرية متجاهلا الإدانات الدولية المتكررة
تاريخيا ترتبط مواقف نتنياهو بالتصعيد كلما تعرضت إسرائيل لضغوط داخلية أو خارجية حيث يعتمد على خطاب أمني صارم يركز على تهديدات حماس وحلفائها من أجل كسب الرأي العام الداخلي وتبرير تحركاته العسكرية الأخيرة في المنطقة هذا الأسلوب وفق المراقبين يعكس استراتيجية إسرائيلية تقليدية تقوم على مبدأ نقل المعركة إلى أراضي الخصم مهما كانت التبعات السياسية والدبلوماسية
وبالنظر إلى المشهد العام يبدو أن الأزمة ستظل مفتوحة على احتمالات عديدة خاصة في ظل تمسك إسرائيل بموقفها الرافض لأي اعتراف بالانتقادات الدولية وتمسك مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي بضرورة احترام سيادة الدول ووقف الاعتداءات خارج الحدود وهو ما يضع المنطقة أمام مواجهة دبلوماسية وأمنية قد تتفاقم إذا لم تتدخل الأطراف المؤثرة لاحتواء الموقف
إصرار نتنياهو على المضي في سياساتها الأمنية دون اعتبار للمجتمع الدولي
تصريحات بنيامين نتنياهو الرافضة للانتقادات الدولية بعد هجوم إسرائيل على قادة حماس في قطر تعكس إصرار الحكومة الإسرائيلية على المضي في سياساتها الأمنية دون اعتبار كبير للقوانين الدولية أو مواقف المجتمع الدولي بينما تبقى التداعيات مفتوحة على مسار تصعيدي قد يغير موازين القوى في الشرق الأوسط ويزيد من تعقيد المشهد الإقليمي والسياسي في المرحلة المقبلة