قصف الدوحة يضع نتنياهو وترامب في مأزق استراتيجي.. تساؤلات كبرى حول مستقبل العلاقة !!!!

تسبب القصف الإسرائيلي الذي استهدف قيادات في حركة "حماس" داخل العاصمة القطرية الدوحة، عاصفة من التساؤلات حول موقف الولايات المتحدة وإدارة الرئيس دونالد ترامب من العملية في ظل محاولات نفي أي ضوء أخضر أمريكي للهجوم.
ففي حديث مع صحيفة معاريف، أكد الباحث في السياسات والاستراتيجية والمدير العام التنفيذي السابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، شاي هار-تسفي، أن تصريحات ترامب عقب الهجوم، والتي شدد فيها على أنه أُبلغ بالعملية "قبل دقائق من وقوعها"، تكشف استياءً أمريكيا عميقًا من الخطوة الإسرائيلية، ومحاولة واضحة للتنصل من أي مسؤولية سياسية أو أمنية عنها.
ترامب بين إنقاذ صورته وحماية مصالحه
اعتبر هار-تسفي أن ترامب يسعى لاحتواء الغضب القطري والتأكيد على مكانة قطر كشريك استراتيجي للولايات المتحدة، خاصة وأنها تحتضن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة. كما ذكّر بأن ترامب أبرم خلال زيارته الأخيرة للدوحة صفقات اقتصادية وأمنية ضخمة تتجاوز قيمتها تريليون دولار، وتلقى طائرة فاخرة كهدية، ما يعكس حساسية أي تصعيد إسرائيلي على الأراضي القطرية بالنسبة له.
فرص ترامب في الترشح للفوز بـ جائزة نوبل للسلام
وأضاف أن العملية قد تؤثر على جهود المفاوضات بشأن الأسرى المحتجزين لدى حماس، وربما تُضعف فرص ترامب في الترشح للفوز بـ جائزة نوبل للسلام، التي يعول عليها لتعزيز مكانته العالمية، حيث من المقرر الإعلان عن الفائز بها في أكتوبر المقبل.
شرخ جديد في علاقة ترامب ونتنياهو
أشار هار-تسفي إلى أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو مرت بتقلبات، خاصة بعد انتخابات 2020 حين هنأ نتنياهو منافسه جو بايدن، ما أثار غضب ترامب. وبرغم تحسن العلاقات لاحقًا، إلا أن الهجوم في الدوحة قد يعيد التوتر، خاصة إذا اقتنع ترامب بأن نتنياهو يتسبب في إفشال مفاوضات الأسرى ويضر بمصالح استراتيجية أمريكية.
أولويات إسرائيل.. الأسرى قبل الاغتيالات
رأى الباحث أن إعادة الأسرى الـ48 المحتجزين في غزة يجب أن تكون الهدف الأسمى لإسرائيل في هذه المرحلة، معتبرًا أن أي عملية عسكرية لا تضع هذا الملف على رأس الأولويات قد تقود إلى نتائج كارثية إنسانية واستراتيجية. كما حذّر من أن استمرار مثل هذه العمليات قد يفاقم التوتر مع الدول العربية، ويشتت إسرائيل عن مواجهة التهديد النووي الإيراني.
تصدع في التنسيق الأمريكي الإسرائيلي
القصف على الدوحة كشف عن تصدع في التنسيق الأمريكي الإسرائيلي، وأعاد فتح النقاش حول حدود العلاقة الشخصية والسياسية بين ترامب ونتنياهو. كما أبرز التناقض بين الرغبة الإسرائيلية في الحسم العسكري والحاجة الأمريكية للحفاظ على قنوات التفاوض والاستقرار الإقليمي، ما قد ينعكس على توازنات المنطقة، وربما على مستقبل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.