عملية إسرائيلية واسعة داخل العمق السوري تكشفها تقارير عبرية

واصلت قوات الأحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها للاراضي السورية وكشفت تقارير عبرية تفاصيل عملية عسكرية وُصفت بأنها الأضخم منذ عقود، نفذها الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية على تخوم العاصمة دمشق. ووفق صحيفة يديعوت أحرونوت، فقد امتدت العملية لمسافة تقارب 38 إلى 40 كيلومترا داخل العمق السوري، وشارك فيها مئات الجنود من وحدات النخبة والاحتياط، تحت اسم داخلي حمل عنوان "أخضر-أبيض".
تفاصيل العملية الجديدة للجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية
انطلقت العملية عبر قوافل عسكرية ضمت مركبات مدرعة وشاحنات ثقيلة، شاركت فيها وحدات من "لواء الجبال" الجديد، وكتيبة احتياط درزية، وفرقة نقل من الفرقة 98، إلى جانب وحدات مدفعية. الهدف كان الوصول إلى قواعد عسكرية سورية مهجورة ومخازن أسلحة تركها جيش النظام، إضافة إلى قطع طرق تهريب كانت تُستخدم لنقل السلاح إلى لبنان، خاصة باتجاه مجموعات مرتبطة بحزب الله.
استغرقت العملية نحو 14 ساعة بدأت بمرحلة تسلل ليلية سرية، تحولت مع شروق الشمس إلى تحرك علني مدعوم بغطاء جوي واسع. وتمكنت القوات من ضبط كميات كبيرة من الأسلحة بينها قاذفات صواريخ مضادة للدبابات، وصواريخ محمولة على الكتف، وذخائر متفجرة تقدر بحوالي 3.5 طن ضمن سبعة أطنان جُمعت خلال الأشهر الأخيرة.
سهولة رصد بعض المواقع السورية من نقاط المراقبة على جبل الشيخ
روى أحد الضباط المشاركين أن الاستخبارات الميدانية فوجئت بسهولة رصد بعض المواقع السورية من نقاط المراقبة على جبل الشيخ، وهو ما اعتُبر دليلا على أهمية استمرار السيطرة على هذه القمم الاستراتيجية. كما اعترضت القوات خلال العملية شاحنات محملة بالأسلحة كانت في طريقها إلى لبنان، ما أدى إلى إحباط صفقة تهريب جديدة.
الأبعاد الاستراتيجية للعملية
تعتبر القيادة العسكرية الإسرائيلية أن لهذه العملية أهمية بعيدة المدى، حيث تساهم في:
-
تعزيز السيطرة على خطوط المراقبة في الجولان السوري المحتل.
-
قطع طرق التهريب التي تغذي حزب الله بالأسلحة.
-
منع الميليشيات من استغلال القواعد المهجورة لتخزين أو تهريب السلاح.
وأكدت القيادة الشمالية للجيش أن العمليات المشابهة ستتكرر كلما دعت الحاجة، رغم ما تنطوي عليه من مخاطر سياسية ولوجستية، إضافة إلى احتمالات التصعيد إذا واجهت بردود فعل محلية أو إقليمية.
المخاطر والتداعيات
يشير محللون عسكريون إلى أن مثل هذه العمليات قد تزيد من حدة التوتر الإقليمي، خاصة مع سوريا وحلفائها، لكنها في الوقت نفسه تكشف إصرار إسرائيل على منع تحول الفراغ الأمني في المناطق الحدودية إلى تهديد مباشر. ويُرجح أن استمرار هذه العمليات قد يخلق مسارا جديدا من المواجهة على الساحة الشمالية، بما يحمله من تداعيات غير متوقعة.