هل آن أوان موقف عربي موحد دفاعًا عن سيادة قطر وعن كرامة الإقليم كله ؟ !!

العدوان الإسرائيلي علي دولة قطريمثل رسالة واضحة الي كافة العواصم العربية باننا جميعا كعرب في خندق واحد اما كيان محتل لاتقف اهدافه عند التعابش مع الاخر بل اذلا وتدمير الأخر حتي وان لم يكن طرفا معه في صراعة الممتد منذعقود ومن هنا يكون من حق دولة قطر أن تطلب من العالم العربي عمومًا ومن مصر خصوصًا موقفًا واضحًا وحازمًا ضد أي اعتداء على سيادتها لانها دولة عربية عضوا في جامعة الدوله العربية ... هذا الحق لا تُسقطه الخلافات السياسية ولا التباينات الإعلامية ولا مرارات السنوات. قد يختلف كثيرون مع سياسات الدوحة خلال الأعوام السابقة وقد يأخذون على شبكة الجزيرة التليفزيونية خطابًا هجوميًا تجاه القاهرة قيادةً وشعبًا، لكن مبدأ حماية السيادة العربية ليس محل مساومة ولا ينبغي أن يُترك رهينة لتجاذبات آنية أو حسابات ضيقة او ان تترك لااوهام البعض.
الفخر بتفرقة العرب
فتاريخ منطقتنا العربية يذكّرنا بأن خصومها لا ينتظرون سوى شرخ في الجدار العربي ليوسّعوه وقد فعلوا ذلك . عندم قال قادة الاحتلال مرارًا إنهم واجهوا يومًا عالمًا عربيًا يميل إلى التماسك ثم نجحوا في تفكيك وحدته. هذا الاعتراف يجب أن يكون جرس إنذار متواصلًا. إن انقسام العرب ليس وصفة للضعف فحسب بل دعوة صريحة للآخرين كي يفاخروا بتناحرنا، في حين تُقاس قوة الشعوب بقدرتها على صنع الحد الأدنى من التوافق عند لحظات الخطر.
وضوح البوصلة الأخلاقية والسياسية
الحاصل في غزة منذ أكتوبر 2023 يقدّم الدرس الأوضح. مجازر وانتهاكات وتجويع ممنهج تشهد عليه تقارير أممية ومنظمات دولية، وبنية تحتية مدمرة ومسارات إغاثة تُخنق عمدًا. وفي المقابل، تُختبر أعصاب الرأي العام العربي كل يوم، وتُقاس مواقف الحكومات بدقة غير مسبوقة. ليس ثمة مساحة للمزايدات الرخيصة، ولا لترك الواجب الوطني تحت ذرائع بروتوكولية. اليوم تُبنى الشرعية الشعبية على وضوح البوصلة الأخلاقية والسياسية.
مصر، بما تمثل من ثقل ديموغرافي وتاريخي وجغرافي وثقافي حقيقي غير مصطنع لم تكن يومًا إلا في المكان الصحيح من التاريخ العربي. خاضت الحروب الكبرى ودافعت عن أمنها القومي وعن جوارها، وتتحمل اليوم ضغوطًا اقتصادية قاسية ومحاولات حصار إعلامي وفبركة مواقف ومزايدات رخيصة ووضع اقتصادي صعب تغلبت علية بفضل صبر شغبها وادراكه لحجم المخططات التي افشلها وعي الشعب المصري و تبقى مصر ركيزة الاستقرار، وقِبلة التعويل لدى ملايين العرب. من هنا، يصبح التعويل على القاهرة لصوغ موقف عربي متوازن لكنه صلب، أمرًا منطقيًا وملحًا في آن شاء من شاء وأبي من أبي .
معيار السيادة خطًا أحمر
الهجوم على أي دولة عربية هو عدوان على المجال العربي برمّته. ومهما اختلفت السياسات، يظل معيار السيادة خطًا أحمر. المطلوب موقف جماعي عملي لا يكتفي بالبيانات: تنسيق دبلوماسي عالي السقف، تحريك أدوات القانون الدولي، ضغط اقتصادي وإعلامي منسق، وإعادة تفعيل آليات الردع السياسية في المنظومة العربية والإسلامية. لا يعني ذلك الانزلاق إلى مغامرات غير محسوبة، لكنه يقتضي أن يكون للعدوان كلفة تتناسب مع حجمة وأن يُفهَم المعتدي أن المساس بأي عاصمة عربية سيُواجَه بمنظومة تضامن تتجاوز الحدود.
مصر واتفاقية السلام
قد يقول قائل إن مصر مرتبطة باتفاقيات سلام قائمة مع الكيان . الاتفاقيات حقائق دولية لكن التطبيع الحقيقي لم يتحقق يومًا على مستوى الوجدان الشعبي، ولم ينجح الكيان في تحويل الأوراق الموقَّعة إلى قبول جماهيري. في المقابل هرولت دول بلا حدود مباشرة إلى علاقات دافئة، فجاءت الوقائع لتكشف أن الثمن الأخلاقي والسياسي أعلى بكثير مما قُدِّر له. الآن وقت المراجعة الشاملة على كل المستويات: سياسية، إعلامية، اقتصادية، وثقافية فأسرائيل ارادت ان تقول بعدوانها علي قطر انا ذات زراع طويل واقل شيء هو موقف عربي موحد يرفض هذة الزراع التي قد تطول اي دوله عربيه مستقبلا .
الوحدة لا تعني التطابق ولا محو الخلافات، لكنها تتطلب حدًا أدنى من السلوك الجماعي
المعادلة بسيطة وصعبة في آن. إذا جرى التجرؤ على قطر اليوم دون رد عربي معتبر، فسيتكرر المشهد في عواصم أخرى غدًا. الوحدة لا تعني التطابق ولا محو الخلافات، لكنها تقتضي حدًا أدنى من السلوك الجماعي حين تُمسّ السيادات وتُهدّد العواصم. السؤال الذي يطرحه الشارع بصوت عالٍ: هل نحن فاعلون أم مكتفون بالمشاهدة
مطلوب استراتيجية تضامن مُحكَمة تعيد رسم خطوط الردع
إن لحظة الاختبار لا تزال مفتوحة. والرد المطلوب ليس صرخة غضب عابرة بل يجب ان تكون استراتيجية تضامن مُحكَمة تستطيع رسم خطوط الردع وتؤكد أن هذه المنطقة ما زالت قادرة على حماية أبنائها. إن لم نفعل اليوم، فلن نلوم إلا أنفسنا حين نصحو على خريطة بشرنا بها عدو الانسانية نتنياهو .