قصة العتور علي جثة شاب بجوار ملعب كرة قدم بالكوم الأخضر

في مشهد صادم، عُثر على جثة شاب مقتول بالقرب من ملعب القصاص في منطقة الكوم الأخضر التابعة لمحافظة الجيزة. الجثة وُجدت ملقاة بجوار أرض زراعية مثيرة للجدل، تحولت عبر السنوات من مساحات خضراء إلى جراجات ومخازن عشوائية، وسط غموض حول ملكيتها وصمت غريب من الجهات المسؤولة بالمحافظة، ما فتح باب التساؤلات عن أسباب تجاهل استغلال هذه الأرض في مشروعات خدمية يحتاجها الأهالي.
تفاصيل الجريمة: مشاجرة تنتهي بالموت
شهود عيان أكدوا أن الجريمة وقعت نتيجة مشاجرة حادة بين شابين أمام ملعب القصاص. تطورت المشادة الكلامية سريعًا إلى اشتباك عنيف، قبل أن يستل أحدهما سلاحًا أبيض ويطعن غريمه عدة طعنات قاتلة، ليسقط مضرجًا في دمائه أمام المارة. وما إن تأكد القاتل من سقوط ضحيته حتى لاذ بالفرار، تاركًا خلفه جريمة هزت هدوء المنطقة.
صدمة الأهالي وتخوفات متزايدة
أهالي الكوم الأخضر عبّروا عن صدمتهم من الحادث، خاصة أنه وقع في منطقة تشهد كثافة سكانية عالية وتجاور ملعبًا اعتاد الشباب على ارتياده لممارسة الرياضة. وأكدوا أن الأرض الزراعية المجاورة تحولت إلى بؤرة عشوائية تحتضن أنشطة غير منظمة، ما جعلها بيئة خصبة لمثل هذه الأحداث. وطالبوا بسرعة ضبط الجاني وإعادة هيبة الدولة في مواجهة البلطجة والعنف.
لغز ملكية الأرض الزراعية
الأرض التي شهدت الجريمة لا تقل غموضًا عن الواقعة نفسها. فبينما يؤكد بعض السكان أنها أملاك دولة، يقول آخرون إنها تابعة لأشخاص متنفذين، وتُغيَّر ملكيتها بشكل مستمر بين حين وآخر. تحولت تدريجيًا من أرض زراعية صالحة للإنتاج إلى جراجات ومخازن ومبانٍ عشوائية، دون أي تدخل من محافظة الجيزة. وهو ما أثار غضب الأهالي الذين يرون أن استغلالها في مشروعات خدمية كمدرسة أو مركز صحي كان أولى بكثير من تركها فريسة للفوضى.
تحركات أمنية عاجلة
قوات الأمن بمديرية أمن الجيزة انتقلت إلى موقع الحادث فور تلقي البلاغ. وتم فرض كردون أمني حول المكان ونقل الجثة إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة، التي بدأت تحقيقاتها العاجلة. كما كثّفت المباحث تحرياتها لتحديد هوية القاتل، وضبطه قبل أن يتمكن من الهروب خارج المنطقة.
دعوات للمحاسبة وتدخل المحافظة
الواقعة أثارت حالة من الاستياء بين الأهالي الذين يطالبون بمحاسبة المسؤولين عن ترك الأرض الزراعية الاستراتيجية عرضة للعبث والتحايل، بدلاً من تحويلها إلى مشروع يخدم سكان الكوم الأخضر. كما شددوا على ضرورة تدخل محافظة الجيزة بشكل مباشر لحسم ملف الأرض، بالتوازي مع ملاحقة الجاني وتقديمه للعدالة.
جانبًا مزدوجًا من الإهمال والعنف
الجريمة التي شهدتها الكوم الأخضر تكشف جانبًا مزدوجًا من الإهمال والعنف: شاب فقد حياته في مشاجرة عابرة، وأرض زراعية مهدرة لم تستغل لصالح الأهالي وتحولت إلى رمز للفوضى. وبينما تتحرك الأجهزة الأمنية لضبط القاتل، تبقى الأنظار معلقة على دور محافظة الجيزة في إنهاء الغموض حول ملكية الأرض واستغلالها بما يخدم المجتمع ويحمي الشباب من الانزلاق إلى دوامة العنف.